يتجول في الأرجاء مستذكراً عشرات الحروب التي عاصرها، سوءاً محلياً أو عالمياً، فيما يتقافز أحفاد أبنائه أمامه وحيداً بعد أن مات جميع أبناء جيله فيما اختارت مشيئة الله أن يقف شاهداً على تاريخ مليء بالأحداث والمعارك.

ذلك هو الكهل اليمني قماش علي العقالي الأسلمي، من مواليد عام 1914م، مديرية أسلم بمحافظة حجة شمالي اليمن. الكهل الذي عاصر الحرب العالمية الأولى في سنوات عمره الأولى كما شهد أول حرب بين اليمن والسعودية والتي وقعت عام 1934م، بالإضافة الى معاصرته الحرب العالمية الثانية عام 1945م وبداية تهجير الفلسطينيين في عام 1948م.

هذا خلافاً عن معايشته لجميع الثورات العربية في القرن العشرين، ومنها الثورة اليمنية الأم (ثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر أعوام 1962م و 1963 على التوالي)، كما شهد إقامة الجمهورية اليمنية الأولى وإزاحة نظام الإمامة عن صنعاء والاستعمار البريطاني من عدن، وغيرها من الأحداث المحلية أو العربية أو الدولية.

يقول العم قماش أنه ومن خلال مشاركته في الكثير من المعارك أتقن استخدام كثير من الأسلحة النارية بمختلف أنواعها كالماوزر الألماني والشيكي والبشلي والشرفأ والكند.، ويبدو أنه يحن الى تلك الأيام الغابرة ويريد المشاركة في الحرب الحالية إذا سمح له أحفاده بذلك.

فيما يستمر هو بالتعلق بالطبيعة كلما مرت السنون، فيصر على قطع المسافات الشاسعة بقدميه، أو بالركوب على الماشية بدلاً عن السيارة التي يرى أنها توهن الإنسان وتخفي تفاصيل كثيرة لا يراها إلا السائرون على أقدامهم.

كما أنه يمقت الرومانسية والرفاهية ويعشق الخشونة والأصالة، وهي صفات يرى كثيرون أنها أكسبته جسداً قوياً.