2018/10/13
مليشيا الحوثي تواصل نهب أرشيفات المؤسسات الحكومية وطمس هوية الدولة اليمنية

تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية في صنعاء النهب والعبث بأرشيفات الوزارات والمؤسسات الحكومية، بهدف اغتيال ما تبقى من ذاكرة الدولة اليمنية على مدى أكثر من نصف قرن منذ قيام الجمهورية، وذلك من خلال سعيها للسيطرة على أرشيف وزارة الخارجية في العاصمة صنعاء، تمهيداً للعبث به وطمسه.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر سياسية وشهود في صنعاء، بأن القيادي الحوثي البارز المعين نائباً لوزير خارجية الجماعة في حكومة الانقلاب حسين العزي، طلب، من رئيس الدائرة القانونية في مقر الوزارة بصنعاء الدكتور نجيب عبيد تسليم أرشيف الوزارة لأحد العناصر الحوثية.

وذكرت المصادر أن السفير السابق الدكتور نجيب عبيد رفض الأمر الحوثي، وهو ما جعل القيادي الحوثي يقوم بالاعتداء عليه شخصياً بالضرب بعقب مسدسه قبل أن يأمر حراسه بسحل السفير عبيد في رواق الوزارة، وإصابته في رأسه بأعقاب البنادق إصابات كبيرة.

إلى ذلك، أفاد شهود يعملون في ديوان وزير الخارجية بصنعاء، بأن القيادي العزي نفسه أمر بالاعتداء على أكثر من موظف في الوزارة ممن يرفضون التعاطي مع الأوامر التي يصدرها لهم على صعيد تمكينه من المعلومات والبيانات المتعلقة بأرشيف الوزارة وذاكرتها.

ويرى المراقبون أن الجماعة الحوثية من خلال هذه الواقعة «لديها إصرار إجرامي على الاستمرار في تجريف كل المؤسسات الواقعة تحت سيطرتها بعد أن تمكنت من نهبها وتعيين الموالين لها في كل المفاصل المهمة بغية تمكينها من السيطرة عليها».

ووصف باحثون أن هذه الحادثة تعد «اعتداء ممنهج ضمن سلسلة تهديم ما تبقى من المؤسسة اليمنية».. مشيرين إلى أن الحوثيين يمضون بمشروع متكامل لتهديم أعمدة الدولة اليمنية وما حققته الدولة منذ 1962 م.

وأوضح الباحث السياسي والكاتب اليمني الدكتور فارس البيل، أن الحوثيين يريدون من كل ذلك تجهيل الدولة وإدغام فكرتها وقدراتها لصالح مشروعهم الطائفي..لافتين بأن هذا العمل الإجرامي يحدث في كل المؤسسات من تغريب وتهديم وأدلجة، بما فيها الخارجية اليمنية.

وأكد الباحثون أن ما يحدث في المؤسسات الحكومية على يد الميليشيات الحوثية، جزء من دائرة ممنهجة لاغتيال الدولة وتحويلها لصيغتهم ورغبتهم في المستقبل.

وبحسب مصادر مطلعة في صنعاء، فقد سعت الجماعة الحوثية منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء إلى الاستيلاء على أغلب الأرشيف الحكومي، في مختلف المؤسسات ودواوين الوزارات، وقامت بنقل بعضه إلى أماكن مجهولة، كما حدث مع وثائق الأوقاف وأراضي الدولة.

وذكرت المصادر أن الحوثيين عبثوا بأرشيف وزارة الأوقاف التي تحت سيطرتهم في صنعاء وإب من خلال عقود الإيجار والتمليك الوهمية التي فاقت الـ1000 وقف.. مشيرة إلى أن الجماعة الحوثية قامت بالسيطرة على قواعد البيانات الخاصة بموظفي الدولة في الخدمة المدنية والتأمينات، قبل أن تقوم بحملة واسعة لمحو عشرات الآلاف من الموظفين من السجلات الرسمية؛ من الذين غادروا مناطق سيطرتها أو رفضوا العمل تحت إمرتها.

ويرجح المراقبون للسلوك الحوثي أن الجماعة تسعى إلى «حوثنة» كل المؤسسات الخاضعة؛ على الصعد الإدارية والثقافية، بما يتيح لها صبغ المجتمع بهويتها الطائفية المرتكزة على «الملازم الخمينية» التي تم استقدامها من إيران.

تم طباعة هذه الخبر من موقع سبأ أونلاين www.saba-online.com - رابط الخبر: http://saba-online.com/news4132.html