2019/12/16
اللاجئون السوريين في اليمن : كالمستجير من الرمضاء بالنار

أبو رهف لاجئ سوري قدم لليمن قبل 5 أشهر، يرفض الإفصاح عن اسمة الحقيقي للصحافة، ويرفض أن تلتقط له صورة، لكنه لا يتردد في أن يسرد عليك تفاصيل رحلته من سوريا لليمن.

ومنذ اندلاع المواجهات المسلحة في سوريا في مارس 2011 لجأ قرابة مليون ونصف سوري بحسب الأمم المتحدة إلى الاردن ولبنان وتركيا واليمن، بعد أن تعذر تواجدهم في سوريا، لتكون اليمن وجهة لأسرة أبو رهف والمكونة من زوجته وأبنته ذات الثمانية أعوام ووالدته، ويصبحون ضمن اللاجئين السوريين في اليمن والذين لا تخطئهم العين نساء ورجال وأطفال ينتشرون في شوراع العاصمة صنعاء، يعمل أغلبهم كمتسولين.

في سوريا اعتاد ابو رهف مغادرة القبو الذي كان يسكنه مع أسرته، متوجهاً إلى عمله، كان يعانق أفراد أسرته عناق الذي لن يعود، وما أن يعود للقبو في المساء يعانقهم عناق العائد للحياة.

يقول أبو رهف:"كان هذا هو حالنا كل يوم، حتى تم قصف المؤسسة التي أعمل بها لإغاثة النازحين داخلياً وأصبت في كتفي الأيمن بشظية ما تسبب في شلل يدي".

فخلال الحرب المستمرة في سوريا عمل أبو رهف ناشطاً في خدمة النازحين من الحرب في مخيمات النازحين داخل سوريا والذين تقدر الأمم المتحدة أعدادهم حتى مطلع مايو 2013 بأربعة ملايين نازح.

لكنه اليوم عاطل عن العمل، تستضيفه وأسرته أحد العائلات السورية الموجودة في صنعاء، ويقول:"أصبحت من مساعد للمتضررين من الحرب، إلى عاطل عن العمل، لا أتمكن من إعالة أسرتي".

ويضيف:"حين صعبت الأوضاع في سوريا فكرت أنا وأسرتي في السفر لليمن".

وصل أبو رهف الى اليمن مطلع العام 2013 ليفاجأ بالوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه اليمن، بخاصة بعد الاضطرابات الاقتصادية والأمنية التي مرت بها بعد وأثناء 2011، ويضيف:"وجدت اليمنيين كرماء مع انهم بسطاء فهم بحاجة لمن يساعدهم ورغم ذلك يساعدوا الاخرين".

وبحسب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فوك يرفيتش في كلمة له في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 15 مايو 2013 فإنه ومنذ إندلاع المواجهات المسلحة قتل أكثر من 80 ألف شخص، الأمر الذي دفع السوريين إلى مغادرة وطنهم حفاظاً على حياتهم.

قبل التوجه إلى اليمن وصلت أسرة أبو رهف إلى لبنان والتي تستضيف لاجئين سوريين تقدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين - لبنان أعدادهم بأربعمائة ألف لاجئ، بحسب تقرير عن أوضاع اللاجئين صدر أواخر مايو 2013.

هناك في لبنان، لم يتمكن الأطباء وبحسب أبو رهف من استخراج بقايا الشظية الموجودة في كتفه الأيمن، ما ساهم في تدهور حالته الصحية، ليتوجه بعدها بأيام مع عدد من الأسر السورية التي قررت اللجوء إلى اليمن.

في صنعاء يجري استقبال اللاجئين السوريين عبر لجنة إغاثة تسمى "اللجنة الشعبية لنصرة يمننا وشامنا" تشكلت نهاية العام 2011، وتنشط في مساعدة اللاجئين القادمين من سوريا لليمن، وتحمل تصريح رسمي من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.

ويقول أسامة نادر وهو أحد أعضاء اللجنة وسوري الجنسية مقيم في اليمن أن اللجنة تعمل على توفير مساكن وبعض النفقات الضرورية للاجئين.

ويضيف:"نتلقى دعم من التجار وفاعلي خير يمنيين وسوريين ولا يوجد أي تواصل مع الحكومة اليمنية".

ويؤكد نادر أن كثير من اللاجئين السوريين الذين وصلوا اليمن لديهم مؤهلات ومهن يحترفونها وعليه فإن اللجنة تعمل على إيجاد أعمال لهم يضمنون بها عيش كريم.

ومع استمرار تواجد المتسولين السوريين في شوارع المدن اليمنية يقول نادر ان ليس كل المتسولين سوريين لاجئين فهناك من استغل تعاطف الشعب اليمني مع إخوانهم في سوريا فيتسولون باسم السوريين وهم من جنسيات عربية أخرى غير يمنية.

من جانبها تؤكد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإستمرار وفي بياناتها الصحفية أن اليمن من البلدان التي تعاني من تدفق اللاجئين إلى أراضيها بخاصة من القرن الإفريقي وتقدر عددهم بأكثر من مليون لاجئ افريقي مشيرة إلى أن اليمن تواجه صعوبات كبيره في تامين الاحتياجات اللازمة لهم.

ويقول جمال الجعبي مسؤول الحماية القانونية بالمفوضية بمكتب اليمن أن عدد اللاجئين السوريين الذين تقدموا بطلب اللجوء 144 أسره وتتكون الاسر من 4-6 أفراد، لكنهم لم يمنحوا حتى الآن بطائق لجوء.

ويضيف الجعبي أن المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في اليمن لا تستطيع تقديم خدمات المأوى والنفقات للاجئين وأن الخدمات التي تقدمها المفوضية فقط خدمات صحية في مراكز صحية تتبع المفوضية كما تنسق مع المدارس الحكومية لإلحاق أبناء اللاجئين بالتعليم المجاني اضافة الى التوعية القانونية.

وتعليقاً على ذلك يقول نادر أن السوريين اللاجئين لليمن لا يسعون للحصول على بطاقة اللجوء،لقلة الخدمات التي يمكن أن توفرها لهم، مفضلين أن يحظون بإستضافة ضمن عائلات سورية أو يعملون في الحرف البسيطة أو كمتسولين، فهم بذلك يحصلون على مساعدات أكثر مما يمكن أن توفره لهم بطاقات اللجوء في حالة حصولهم عليها.

إلى ذلك تعاني اليمن من مشاكل داخلية تحول دون توفير أوضاع معيشية جيدة لمواطنيها، لذا لا تستطع أن توفر للاجئين السوريين سوى تسهيلات الدخول إلى أراضيها أو مغادرتها، بحسب ما أكده ليمن تايمز العقيد عبدالله الزرقة مدير الترحيل بمصلحة الهجرة والجوازات.

ويضيف:"هناك توجيهات أصدرتها وزارة الداخلية بتسهيل دخول اللاجئين السوريين واعفائهم من الضرائب المالية التي يدفعها غيرهم خلال الخروج والدخول إلى الأراضي اليمنية".

ويضيف الزرقة "اللاجئين السوريين الذين وصلو اليمن منذ بدأ المواجهات المسلحة في سوريا تقريباً مائتين أسره ويمكن تصنيفهم الى ثلاثة أصناف فمنهم تجار ورجال أعمال وهؤلاء وصلوا وباشروا أعمال وفتحوا محلات تجاريه والصنف الثاني اسر متوسطة الدخل وهؤلاء استطاعت الأسر السورية المتواجدة في اليمن استيعاب الكثير منهم والصنف الثالث هم الطبقة المعدمة والذي يمثلون غالبية اللاجئين في اليمن.

 

أبورهف وأسرته هو من الصنف الثالث، وهو اليوم ينتظر على أحر من الجمر ليعود إلى موطنه، ويلم الشمل مع عائلته او من تبقى منها على قيد الحياة، مع أهله وأصدقائه.

ويضيف:"نأمل أن تعود حياتنا كما كانت، تعود سوريا للأمن والاستقرار، وتعود أبنتي رهف لدراستها".

الزواج من سوريات مجرد إشاعة

ومنذ تدفق اللاجئين السوريين إلى اليمن والحديث يدور حول إتاحة الزواج من اللاجئات السوريات بمقابل مالي زهيد (50الف ريال يمني أي ما يعادل 250 دولار) يتم دفعها قبل الزواج وبشرط الالتزام بدفع مبلغ مليون ريال أي مايعادل 5 الاف دولار في حال الطلاق.

وهو أمر أثار الحماس لدى كثير من الشباب اليمني مع استمرار غلاء المهور والتي تصل في بعض المناطق الى 1000دولار، لكن الحديث لم يخرج من نطاق الإشاعة.

ويؤكد الزرقة أنهم لم يتلقوا أي خطاب أو بلاغ بالزواج من السوريات وهذا الإبلاغ لوزارة الداخلية شرط في القانون اليمني في حال زواج اليمني من غير يمنية.

فيما يقول السوري نادر أنه بحث وتابع امر الزواج عبر اللجنة ووجد أن الامر فقط مجرد إشاعات يتم تداولها بين الناس ولا توجد حقائق على أرض الواقع.

تم طباعة هذه الخبر من موقع سبأ أونلاين www.saba-online.com - رابط الخبر: http://saba-online.com/news5106.html