قال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة أحمد عوض بن مبارك, أن خيار الحكومة الشرعية كان ولازال هو السلام الشامل المستدام القائم على أساس إستعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب وعودة الأمن والاستقرار.
و اضاف بن مبارك الذي تلا بيان الجمهورية اليمنية أمام مجلس الأمن في الجلسة المفتوحة حول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن) : "ان أي جهود تبذلها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص لا بد وأن تحترم صلاحياتها الدستورية وشرعية أجهزتها كونها صاحبة الحق في إدارة المؤسسات الحكومية والمحافظات اليمنية دون استثناء وفقاً للقانون وماعدا ذلك يعتبر إخلالاً بالمرجعيات العامة والأعراف الدولية ووسيلة لتمكين الميليشيات وسلطات الأمر الواقع على رقاب الشعب اليمني".
وأضاف :"خلال السنوات الثلاث الماضية وفي كل محطة من محطات محادثات السلام، سعت الميليشيات وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع الى تقويض جهود السلام بافتعال أزمات وممارسات تعطيليه، وهو ما حذرت منه الحكومة اليمنية مراراً وتكراراً، ويعلم مجلسكم الموقر كم كنا قريبين من تحقيق تقدم كبير في مسار السلام في مشاورات الكويت لولا تعنت المليشيات ورفضها التوقيع في اللحظات الأخيرة".
وجدد بن مبارك التأكيد على أن خيار الحكومة الشرعية كان ولازال هو السلام الشامل المستدام القائم على أساس إستعادة الدولة وإنهاء الإنقلاب وعودة الأمن والاستقرار .. مشدداَ على أن السلام لن يتحقق فقط بالتعبير عن دعم جهود المبعوث الأممي الرامية لبدء الحوار وانما بالمزيد من الضغط السياسي على ميليشيات الحوثي الانقلابية وبرسائل واضحة لا تقبل اللبس بأن المجتمع الدولي لن يسمح باستمرار معاناة اليمنيين واختطاف الدولة وتهديد الملاحة الدولية وأنه قد آن الأوان للانصياع لقرارات الشرعية الدولية .
وأستطرد "والا فسيبقى الحل رهين لمعادلات الأرض طالما سمح لهذه المليشيات ان تسيطر على مناطق حيوية في الجغرافيا اليمنية تحت مبررات واهية، وهو ما سيطيل من أمد الصراع وسيطيل من معاناة المدنيين في جميع انحاء اليمن" .. مؤكداً أن أي مشاورات لا تستند على إنهاء الانقلاب وتطبيق القرارات الدولية وتمكين السلطة الشرعية من مزاولة مهامها تجاه كافة أبناء الشعب اليمني و في كافة المناطق وبما يقود للعودة للعملية السياسية التي توقفت بفعل الانقلاب، هي مجرد نقاشات ستعمل على تعقيد المشهد وستفرغ مشاورات السلام من أهدافها الحقيقية .
كما اكد على ضرورة إعطاء الأولوية لإجراءات بناء الثقة التي سبق وأن تم الاتفاق عليها في مشاورات (بييل) مع التركيز على الجانب الإنساني كالإفراج عن المعتقلين والاسرى وضمان تدفق المعونات الإنسانية دون أي تدخل أو عرقلة من قبل الميليشيات التي تعمل على مصادرتها و عرقلة وصولها و توظيفها في التحشيد العسكري، و التوقف عن زراعة الألغام التي تمثل جريمة تكشف العبث الحوثي الايراني في تفخيخ مستقبل أبنائنا و التوقف عن إرسالهم إلى جبهات الموت تحت شعارات و معلومات مضللة.
وتحدث بن مبارك عن الوضع الإنساني الذي يستمر في التدهور يومياً في كارثة إنسانية غير مسبوقة في القرن الواحد والعشرين، بسبب حربٍ تغذيها أجندة خارجية تستخدم هذه الميلشيات لتحقيق أهدافها في المنطقة .. لافتاً إلى أن كافة تقارير الامم المتحدة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن من يسرقون ثروات ومقدرات الشعب اليمني ويعرقلون وصول المساعدات الإنسانية بل ويمنعون موظفي الأمم المتحدة من ممارسة أعمالهم بحرية ومساحة كاملتين، هم من يقاتلون رعباً اليوم خوفاً من فقدان سيطرتهم على المنفذ الرئيسي لهذه الموارد .
وقال "ما يجري يومياً من قصف عشوائي من قبل الميليشيات على المدن الآهلة بالسكان في تعز ولحج والجوف ومأرب والبيضاء بالإضافة الى اعمال قنص المدنيين واغلبهم من النساء والأطفال وخاصة في تعز، أعمال يجب أدانتها ومحاسبة منفذيها وعدم السماح لهم بالاستمرار بتلك الاعمال التي تعد شكلا من اشكال الإبادة الجماعية، ناهيك عن تحويل الحبيبة صنعاء الى سجن كبير أطلقت فيه ايدي ما يعرف بالمشرفين للنهب والسجن والقتل لكل من يخالفهم لاسيما بعد انتفاضة ديسمبر الأخيرة" .