هل تعرفون قصة هذا الطفل .؟
ااااااه يا وجعي
هذا الطفل أسمه "محمد العامري" عمره عامين تقريبا .
من قرية "الغيل" ال عامر بمنطقة "يكلا" مديرية ولدربيع في قيفة .
كانت لي معه هذا الطفل حكاية مؤلمة ستظل غصة في حلقي كلما ذكرتها او تذكرتها .
حينما زرت المنطقة عقب الجريمة البشعة التي ارتكبها جنود "المارنز" الامريكي في حق نساء واطفال ال عامر في منطقة يكلا .
وأثناء ما كنت أنا وزميلي نصور حجم الدمار الهائل لتلك المنازل المتواضعة ونستمع إلى شهادات أهالي الضحايا وروايات شهود العيان ؛استوقفني مشهد طغل صغير ليس عليه من الثياب إلا جرم نص يقف امام منزل صغير وهو غارق في الصمت ؛لا أدري لماذا او كيف شدتني تلك الصورة التي لا يمكن نسيانها ؛اخرجت كاميرتي سريعا محاولا أن ألتقط له صورة وبمجرد أن وجهتها نحوه هرب الطفل إلى المنزل طلبت من كانوا معنا من الأهالي أن يمسكوا الطفل فقال لي أحدهم هذا الطفل قصته قصة يا أستاذ ؛انتظر قليلا سأذهب لكي اجعلهم يلبسوه ثياب ثم احضره واحكي لك قصته .
انتظرت جوار المنزل انتظر الطفل "محمد" .
فخرجت جدة الطفل تحمل بين ذراعيها "محمد" ثم حكت لي ما حدث له وليتني لم اسمع ما قالت !
قالت الجده حينما هاجم جنود المارنز الامريكي علينا كانوا يطلقون الرصاص على كل شيء يتحرك ويقتلون اي شيء امامهم 
كانت السماء مضيئة من كثر من ضربوا وقصفوا بيوتنا !
ثم قالت أن أم الطفل "محمد" واسمها "فطيم صالح محسن العامري" وهي أم لسبعة من الاطفال ذكور وأناث اصغرهم "محمد" 
احتضنت طفلها محمد خوفا عليه ثم هربت به من المنزل وحين شاهدها الجنود الامريكيين اطلقوا عليها الرصاص حتى اردوها قتيلة فارتمت على الارض وهي محتضنه طفلها بقوة فسالت دمائها على الطفل وظلت مرميه على الارض في الشارع حتى الصباح ؛دون أن يتمكن احد من الوصول اليها والى ابنها بسبب استمرار القصف وتحليق الطيران وفي الصباح وجدناها ميته وهي محتضنه لطفلها بين ذراعيها ظننا أن الطفل أيضا قد قتل ؛وحين حاولنا انتزاع الطفل من حضنها كانت الدماء قد تجمدت وغطت الطفل وبمجرد ما اخذنا الطفل بكى الطفل لإننا ايقضناه من النوم فقد ظل الطفل نائم طوال تلك الساعات في حصن أمه دون أن يبكي فا اندهش الجميع من ذلك .
كنت استمع للجده وهي تتحدث وجسمي يقشعر وان اتخيل هذا المشهد المؤلم وعيني تغرق بالدموع ؛أما زميلي لم يتحمل ما سمع فغادر المكان وهو يبكي بحرقة !!
حاولت أن استجمع قواي على الاقل كي لا ازيد من وجعهم ؛فاقتربت من الطفل "محمد" وقلت له :
وين مامه يا محمد ؟
فرد علي ببرائة الطفولة عند العنم ... يعني "الغنم".
فهو لا يزال ينتظرها مثل كل يوم حينما تخرج الغنم ثم تعود 
لا يدري أنها قد قتلت وانها قد ذهبت دون رجعه .
حينها لم استطع أن اكمل الحديث معه فقلت له
قتل الله من قتلها يا ولدي .
بقلم الاعلامي / ناصر علي الصانع
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص