في ظل الروابط التاريخية والثقافية العميقة بين الشعبين اليمني والسعودي، تظل المملكة العربية السعودية الوجهة الأولى لملايين اليمنيين الباحثين عن فرص عمل واستقرار. يقدر عدد المغتربين اليمنيين في المملكة بحوالي مليونين إلى ثلاثة ملايين نسمة، حسب تقديرات حديثة لعام 2025، مما يجعلهم رافداً اقتصادياً واجتماعياً حيوياً يساهم في تنمية المملكة ويدعم أسرهم في اليمن من خلال تحويلات مالية تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً – تجاوزت في بعض السنوات 3 مليارات دولار من السعودية وحدها. منذ عقود، فتحت المملكة أبوابها بكرم أصيل لليمنيين، مقدمة فرص عمل واسعة في قطاعات متنوعة، وتسهيلات إقامة تفضيلية تميزهم عن جنسيات أخرى. وفي عام 2025، استمرت هذه السياسة الإنسانية من خلال إعلانات رسمية عن منح تأشيرات مجانية دون رسوم مالية، وتسهيلات في الزيارة العائلية برسوم رمزية، إلى جانب دعم التحويلات المالية عبر قنوات آمنة. كما توفر المملكة فرصاً في التعليم والعلاج للمقيمين، وبرامج إنسانية للنازحين، بالإضافة إلى دعم اقتصادي مباشر لليمن تجاوز في السنوات الأخيرة مليارات الريالات، بما في ذلك دعم بقيمة تزيد عن 1.38 مليار ريال لموازنة الحكومة والمشتقات النفطية. هذه التسهيلات ليست إجراءات روتينية فحسب، بل تعكس التزاماً عميقاً يجعل المغترب اليمني يشعر بالأمان والاندماج، كجزء أصيل من النسيج الاجتماعي السعودي. وتدرك المملكة دور هذه التحويلات في دعم ملايين الأسر اليمنية، مما يعزز الاستقرار الإقليمي. غير أن هذا الدعم السخي يواجه، للأسف، محاولات متكررة من بعض الأطراف لاستغلال ملف المغتربين كأداة في الصراعات السياسية. إن مثيري الفتن، وأولئك الذين يهدفون إلى الوقيعة بين الشعبين السعودي واليمني، هم أكثر الناس عداوة لليمن ولشعبه، إذ يستخدمون هذا الملف لتصفية حسابات فئوية أو شخصية، متجاهلين الروابط الأخوية والدعم المتواصل الذي يحمي معيشة ملايين الأسر. شهادات كثيرة من مغتربين يمنيين، ممن قضوا أكثر عشرات السنين في المملكة، تؤكد أنهم وجدوا فيها بلداً ثانياً، وبنوا علاقات عميقة مع السعوديين الذين يعتبرونهم إخواناً حقيقيين. هذه التجارب الشخصية دلالة قوية على عمق التلاحم، ورد بليغ على كل محاولات التشويه. أنا واحد ممن عاش في هذا البلد العظيم ومنذ وصلت حتى غادرت قرابة 15عاماً وجدت بلداً عظيماً بحكامه وشعبه وبالعيش الكريم فيه وإذا ما برزت أي ملاحظات أو مطالبات بتصحيح إشكاليات تتعلق بأوضاع المغتربين، فالطريق الأمثل هو رفعها عبر القنوات الرسمية السعودية، مثل الجهات الحكومية والسفارات والمنصات الإلكترونية، لضمان حلها بفعالية وبسرية، دون فتح الباب أمام أصحاب النوايا السيئة الذين يسعون للفتنة. ندعو جميع المغتربين اليمنيين إلى رفع أصواتهم، ومشاركة شهاداتهم عن الكرم والإنصاف الذي يلقونه في المملكة، لإنصاف هذا البلد الذي يحتضنهم ويفتخر بهم. صوتهم هو أقوى سلاح ضد الشائعات، ودليل حي على استمرارية الروابط التاريخية. المملكة العربية السعودية باقية في دعمها لليمنيين، حفظ الله البلدين والشعبين.
المغتربون اليمنيون في المملكة العربية السعودية: شراكة تاريخية ودعم مستمر يواجه محاولات التشويه
2025/12/24 - الساعة 11:09 مساءاً
إضافة تعليق