ألغام الحوثي وصالح في اليمن .. تدمير للحاضر والمستقبل

ساهمت الألغام المستخدمة من قبل المليشيات الحوثية في كافة حروبها في اطالة أمد الحرب وبقيت أحد ابرز العوائق امام تقدم قوات الجيش سواء في حروبها الست في جبال صعدة او حروبها التوسعية بعد اجتياحها العاصمة صنعاء في مختلف المحافظات اليمنية.
استخدم الحوثيون الغام صنعت محليا بإشراف خبراء ايرانيون واستخدمت كمفخخات وألغام تم نهبها من مخازن الجيش بعد السيطرة على العاصمة صنعاء فيما تقديرات المنظمات الدولية تقول ان اكثر من نصف مليون لغم زرعتها مليشيا الحوثي وصالح حتى نهاية العام 2016 وهو ما يجعل اليمن في المرتبة الثانية عالميا بعد العراق تأثرا بالألغام.
لا تتورع المليشيات عن زراعة الالغام في أي مكان سواء كانت شوارع او طرق او منازل وما حدث في عدن خلال اجتياحها المدينة في 2015 خير شاهد بالإضافة الى استخدام الالغام بأشكال وأنواع متعددة وبعضها كمائن يصعب تمييزها على انها الغام وهو ما ادى الى زيادة اعداد الضحايا من المدنيين الأبرياء.
المنظمات المحلية الحقوقية رصدت خلال الفترة من يناير2015 الى ديسمبر 2016 مقتل واصابة 1539 شخص بينهم 261 طفلا ونحو مائة امرأة غالبية المصابين تعرضوا لإعاقات دائمة وهو ما يؤكد بشاعة الجرم وحجم الكارثة المستمرة التي لاتزال تمارسها المليشيات.
استخدمت المليشيا الحوثية الالغام ايضا ضد معارضيها من خلال زراعة الالغام امام منازلهم كما حدث في تعز وعدن بل وزرعتها في محافظة حجة خلال حروبها التوسعية عام 2011م  في حمامات المنازل بعد اقتحامها وذهب ضحيتها الكثير من العائلات بعد عودتهم من النزوح.
في محافظة صعدة التي درات فيها حروب المليشيات الست ما بين العام 2004والعام 2010م  لاتزال مئات المزارع والوديان موبوءة بالألغام وغير مستخدمة من قبل أهاليها وهو ما يؤكد ان الالغام التي زرعت من قبل المليشيا مؤخرا في مختلف المحافظات اليمنية سيترك مساحات شاسعة لا يستفاد منها  وقد يذهب الكثير من اهاليها ضحايا بالألغام.
عندما شعرت المليشيا الحوثية وقوات صالح بالهزيمة في عدن والمحافظات الجنوبية زرعت الاف الالغام في الشوارع والطرقات حصدت الالغام بعد ذلك مئات الضحايا وكذلك هي في تعز وهذا الاسلوب  يفسر مدى الانهيار والشعور بالهزيمة في صفوف المليشيات حتى انها تزرع الالغام بطريقة عشوائية ولا تعتمد أي خارطة في زراعتها بدليل ان كثير من عناصرها قتلوا بالالغام التي زرعوها كان اخر تلك الاحداث المتكررة  مقتل 18 مسلح واصابة 8 خرين اثر دخولهم حقل الغام جنوب مدينة الحديدة منتصف شهر مايو الماضي.
لم تكتف المليشيات بتلغيم الاراضي اليمنية بل استخدمت مؤخرا الغام بحرية نشرتها في السواحل التي كانت تسيطر عليها مثل ميناء المخا ومنطقة ذباب بالقرب من باب المندب  فيما لاتزال تنشر الغام بحرية في سواحل الحديدة واجزاء من سواحل محافظة حجة وهو ما يهدد الملاحة الدولية في المياه الإقليمية ويشكل خطر على التجارة الدولية.
كعادتها المليشيات لا تؤمن بأي اتفاقيات او مرجعيات ولا تلتزم بأي من القوانين الدولية، في المقابل لم يثبت ان استخدم الجيش الوطني أي من الالغام كون اليمن موقعة على اتفاقية "أوتاوا" الخاصة بحظر استخدام الالغام الفردية.
وبحسب لجان الأمم المتحدة المختصة في التعامل مع الالغام فان تكاليف صناعة اللغم الواحد بحسب الامم المتحدة لا تتجاوز 20 دولار بينما تفكيك اللغم المزروع في الارض يكلف أكثر من 600 دولار  وهو ما يجعلنا نتساءل عن التكاليف الباهظة التي تحتاجها اليمن للتخلص من الغام الحوثيين والتي قد تتجاوز 300 مليون دولار
عبث المليشيات الانقلابية يجب ان يتوقف لكن أكثر من نصف مليون لغم زرعتها المليشيات مؤخرا لا تعبث بالحاضر فقط انما تعبث بالمستقبل وتشكل عبء كبير على الحكومة الشرعية ومصدر قلق وخوف لمئات الالاف من السكان.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص