عن الإصلاح ومرجعيته الدينية.. عبدالله دوبله
2016/04/08 - الساعة 04:24 صباحاً
التمكين لأسرة، هو غيره لفكرة يا صديقي، فالمسيح والمسيح الدجال كلاهما يحملان ذات الإسم إلا أنهما ليسوا سواء، فالأول نبي والآخر دجال.
واضح أن الحوثي يقوم على حق الولاية "الحكم" لأسرته في مفهومه الضيق للدين، أو بالأصح تاريخ الدين، وواضح أيضا أنه إعتمد الملشنة والخيار المسلح لفرض فكرته بالقسر والدماء..
فهل هو والإصلاح سواء، لمجرد أنهما ينطلقان من خلفية دينية فقط؟!، هذه مقارنة ظالمة ومجحفة ولا تخلو من الشطط، ولا أظنك حتى أنت تجهل هذا يا صديقي، ليس إلا الغلو والفجور في الخصومة.
وبما أنك قد ذكرت الولاية والتمكين كمحل للمقارنة، تعال لأبين لك وللناس ما نقصده بهذا التمكين، فنحن نعتقد أن الإسلام هو خير دين للناس، وقيمه أفضل القيم، إلا أن تردي حال المسلمين حضاريا وكما هم الآن يفقد هذا الدين نظرة الإحترام والتقدير بين الناس، تلك النظرة التي انتقلت حتى لمن هم مؤمنون به للأسف. فالتمكين هناك تمكين لاحترام دين وقيم لا تمكين لشخوص ومصالح.
ونحن حين نعمل في المجال السياسي ظنا منا أنه أحد الأبواب المهمة لإصلاح حال الأمة، فنحن لا نريد بذلك إصلاح أحوال الناس فقط على أهمية ذلك، وإنما أيضا أن ينعكس ذلك كتقدير لديننا وقيمنا بين الأمم، ومن وراء كل ذلك رب عظيم نريد وجهه ونطمع في ثوابه في الآخرة.
من حق الآخرين أن تقتصر نظرتهم للسياسية لما هو دنيوي بحت، لكن ليس من حقهم أن يفرضوا علينا هذه النظرة كما لا نطلب منهم أن يكونوا مثلنا، ونحن في هذا لا ندعي الهدى أو العصمة، أو احتكار فهم الدين و تمثيله، لسنا إلا بشر من الناس نجتهد كما يجتهدون ونخطيء ونصيب كما يفعلون، إن أصبنا فمن الله ومن الدين، وإن أخطأنا فهو منا و من أنفسنا الأمارة بالسوء.
ليس لدينا أي تصور ديني للحكم كالولي الفقيه، أو البطنين، والحديث عن الخلافة عند البعض هو حديث مطاط ومتعدد التصورات إلا أنه في جوهره لا يقوم إلا على إختيار الناس للحاكم، أن يكونوا من أهل الحل والعقد أو المؤمنين فقط هو جدل يمكن رده للتاريخ لا للدين.
أفضل المناخات لعرض أفكارنا وأنفسنا على الناس هو المناخ الليبرالي الديمقراطي، إلا أننا نجد أن قيم الخير والحق والعدل مما لا يمكن حصرها في نظام سياسي أو زمن، و في تلك المساحة نلتقي مع الآخرين بما فيهم الحكام بعدا أو قربا، فنهجنا إصلاحي لا ثوري في الأساس، فهو يقوم على الحجة والصبر والمثابرة..
لم يخلف لنا البناء نظريات براقة في الفلسفة أو السياسية، إلا أنه طلب منا أن نفهم قبل أن نخلص أو نعمل، فالفهم هو جوهر دعوتنا ورأسمالها، ثابت ولا يحده يحد..
نسيت أن أقول أن أفعال الإصلاحيين كأفعال غيرهم أنها نتاج لتفاعلات عدة، الفكرة الدينية ليس إلا إحداها، وإلا فإن تفاعلات الزمان والمكان هي الأكثر تأثيرا في تصرفات الفرد وأفكاره بما فيها إفكاره الخاصة عن الدين.
وللإصلاحيين كغيرهم أخطائهم بالطبع، فهم يجتهدون يصيبون ويخطئون، وكبشر قد يكون لرغبات النفس وأهوائها حظ في بعضهم، ما أنا متأكد منه فقط أن لا علاقة لمرجعية الإصلاح الدينية بتلك الأخطاء لأفراده أو لقراراته هو كحزب، فهى من أرقى التصورات الدينية، قليل من الإنصاف فقط.
إضافة تعليق