في لحظة عربية مفصلية، برز صوت الجمهورية اليمنية عاليًا عبر معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع محسن الزنداني، خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، حيث أكد رفض اليمن القاطع لأي تصعيد إقليمي من شأنه أن يفاقم الأزمات الإنسانية ويهدد الأمن والسلم الدوليين، داعيًا المجتمع الدولي إلى وقفة مسؤولة أمام ما يجري في المنطقة.
اللافت في خطاب الوزير الزنداني كان وضوحه في تسمية المخاطر، حيث أشار بجرأة إلى الدور التخريبي للنظام الإيراني وأطماعه التوسعية التي قوضت الاستقرار الإقليمي، عبر دعم المليشيات المسلحة وعلى رأسها المليشيات الحوثية التي تتحمل طهران مسؤولية مباشرة في تغذيتها وتعزيز انقلابها على الدولة اليمنية.
ومن موقع التحليل السياسي، فإن الموقف الذي أعلنه الدكتور الزنداني لا يمثل فقط سياسة خارجية متوازنة، بل يعكس حنكة سياسية عالية، وقدرة على توظيف المنابر الدبلوماسية لإعادة تعريف الأزمة اليمنية في سياقها الإقليمي والدولي الصحيح.
لقد قدّم الوزير الزنداني خطابًا متماسكًا يجمع بين ثوابت السيادة، ورفض التدخلات، والدعوة للتضامن العربي، ليؤكد أن اليمن، رغم جراحه، لا يزال لاعبًا مسؤولًا يحمل همّ الأمة، ويتحدث بلغة العقل والشرعية، في زمن تغلبت فيه الفوضى على صوت الحكمة.