حدثاً استثنائياً تمثل في تعيين الاستاذ علي الجرادي في مارس 2015م رئيساً للدائرة الإعلامية في حزب الإصلاح, خلفاً للدكتور فتحي العزب.
كان القرار موفقا, وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي حجم التأييد الكاسح للقرار. لحظتها شعر الإصلاحيون أن تغيراً فعلياً يجري, وعلى الاقل هذه الدائرة التي ظلت خارج الخدمة لفترات طويلة.
يعمل إعلاميو الإصلاح بقدرات هائلة ولكنها مشتتة وبجهد شخصي في أغلب الاحيان, ويتحرك الحزب بدون رؤية واضحة فيما يخص شعبة الإعلام على الاقل, وحى الجهود التي كان يبذلها من سنوات نائب رئيس الدائرة عدنان العديني كانت هي الاخرى جهود شخصية وتصطدم بواقع لم يعتني بعد باهمية الإعلام ولا خطرة ولا تأثيره.
قبل صدور القرار تزايدت حجم الانتقادات الداخلية, وكانت قيادة الإصلاح تسمع عتاب وتذمر مستمر بخصوص شبعة الإعلام بالذات. وذات مرة في عام 2012م سمع اليدومي ذاته وكان يتوسط قاعة تكتظ بإعلاميي الإصلاح, بأن أي حزب أو جماعة أو تنظيم يمني إذا امتلك نصف هذه القاعة أو اقل يمكن أن يسيطر على اليمن بالكامل أو يفعل المستحيل.
مرت الأيام ولا جديد كعادتها, بل كانت شعبة الإعلام, كما هي نظيرتها, الدائرة السياسية ودوائر اخرى باتت خارج الجاهزية وخارج الفعل السياسي المواكب للأحداث.
يتعذر قيادات الإصلاح باستمرار بالظروف, فهي لا تسمح بالتغيير, ولو جلست مع احدهم في عام 2002 ستجد الإجابة نفسها أن الظروف لا تمسح, ومثلها سوف تتكرر في عام 2006, ومثلها في 2009 ثم دخلت هذه الاعذار حيز الجدية والتنفيذ بصورة مباشرة منذ 2011 وحتى اللحظة.
وبالتالي ربط التغيير بالظروف التي يرددها مشايخنا الكرام لن تسعفهم في شيء, وسيبقى رهنها وستمر عليهم الفرص واحدة تلو الاخرى دون أن يواكبوا أو يخرجوا بجديد, وهذه هي قصة الإصلاح.
الاستاذ علي الجرادي قامة صحفية لا يشك في ذلك احد, ولكن العجز الذي يظهر به منذ التعيين وحتى اللحظة غير مبرر, فقد بقيت قنوات الإصلاح وصحفه هي هي دون تغير , بل تفاقمت المشاكل وتعقدت.
وإذا كان سيتعلل بالظروف فما هو الفرق الذي احدثه القرار بحق وماذا قدم للحزب في اسوء ظرف يمر به الحزب في تاريخه السياسي.
يدرك شباب الإصلاح أن هناك وضعاً شديداً بالنسبة للإصلاح داخلياً وخارجياً, وأن عدد من الزملاء الصحفيون رهن الاختطاف ويقاسون اشد المعناة في سجون الإرهاب والمليشيات, وأن هذا الملف يحد من تحرك الإصلاح سياسياً وإعلامياً.
نسمع من هذا التبرير, وأن صح فقد كان الحوثيون اذكى حين اخذوا هؤلاء رهائن وبقي فعل الإصلاح السياسي والإعلامي حبيس هذا الملف, وهو ما يعني ان الإصلاح قد خضع للابتزاز, وهناك يكون العجز السياسي حقيقياً وبالصوت والصورة.
بقدرة الاستاذ الجرادي أن يفعل الكثير, ولا نريد أن نؤكد أن الإعلام الاخر سواء بالنسبة للحوثيين أو للمؤتمر كان متقدماً على الإصلاح بكثير, والوقائع شاهدة على ذلك.
حتى اللحظة لم يخرج المدير الجديد بأي خطاب إعلامي ولم يقم ولا لمرة واحدة مؤتمراً صحفياً, ولم يغادر اليمن, وبقيت كثير من القضايا تدور في دائرة مغلقة, وفي اللحظة التي تصنع المعلومة اثرها وتقلب الموازين, بقيت السرية والكتمان هي شعار المرحلة, على اعتبار أن المدير الجديد يمتلك المعلومة في حين أن قناعي أنه مثله مثل غيره لا يدري ما يدور, وبالتالي تكررت عدد من التجارب المرة في فترات سابقة.
بقي المدير الجديد مكتفياً بالكتابة على صحفة التوتير والفيس بوك يتناول عدد من المقالات المقتضبة وظهور مقل شأنه شأن باقي الناشطين ولا فرق.
وبقيت شعبة الإعلام كما قال الاستاذ اليدومي ذاته مسجد كبير ولكن بمكرفون " بسطة"
وإذا كنا سنقابل باستفهام ؟؟ وبماذا يستطيع أن يفعل .. اقول هو أدرى بمهامه, وإذا كان لا يملك صلاحيات, فمن المعيب أن يبقى شاهد زور على ما يحدث ..!!