كنت على الدوام بطل ..
2017/10/17 - الساعة 05:54 صباحاً
وقفت بثبات وحنكة كسفير للمملكة العربية السعودية حتى بعد إجتياح صنعاء ونكبة 21 سبتمبر..
كنت الليث الذي يغادر بقعة الخوف ومن شجاعتك وقفت الدبلوماسية الإقليمية والدولية خلفك تستقي منك شجاعة الدبلوماسي والمقاتل في لحظات الشدة..
ظللت وأقفاً مثل الأشجار العالية تشعل شمعة للسلام لكن ما من آذان كانت تسمع .. فكانت أصوت المدافع أقوى من لغة الحوار..
كان الجبناء يزرعون لك الشوك ويخططون لإعتقالك بل والنيل منك وقتلك ..
وكنت السفير الإنسان محمد سعيد ال جابر الذي يمارس عمله بحثاً عن مخرج يجنب الإقتتال والفوضى بالقناعة وليس فقط بسبب الوظيفة ..
انتقلت الي عدن بنفس الثبات والعزيمة وكنت الدبلوماسي الذي يرفع راية الشرعية المفخخة بالجحيم مسطراً موقف بلدك المسؤول ..
وحتى أخر لحظة كنت كالطود الشامخ ،قوياً لا تنال منك الأعاصير ومؤامرات الانقلابيين في صنعاء وحقد أهوج في قلب علي عبدالله صالح ضدك ولا تهديدات الإرهابيين والدواعش في عدن ..
لقد اتفق الانقلابيون في الشمال وادواتهم المتطرفة بالجنوب على إعتقالك وقتلك واعتبروا ذلك آولوية ومهمة لابد من إنجازها على وجه السرعة..
بقيت كما أنت ثابتاً صلباً حتى غادر الجميع بما فيهم الرئيس عبدربه منصور هادي وعندما لم تجد حولك غير أنت وزملائك حملت سلاحك على زندك مجبراً لتدافع عن نفسك ومن معك برجولة ومسؤلية بل وأنقذت حياة العشرات معك من قيادات الدولة ورجال الاعلام بعد أن تركهم الرئيس خلفه وحف ساقه للريح هارباً..
قٌرعت طبول الحرب بعد أن فرضت كخيار لابد منه لكنك وأصلت عملك الدبلوماسي بحنكة وتطلع للسلام وما تركت فرصة للحوار ولا جولة للتفاوض الا وكنت فيها تعمل ما بوسعك من أجل اعادة الأمور الي نصابها..
مددت يدك للسلام في كل المحافل من جنيف الي الكويت الي عمان الي جولات حوار في بلدك ممثلاً لقيادتك حتى مع يحمل السلاح ضد شعبك وأرضك لكن نافخ الكير في صنعاء أقسم بالله بأن تخيب مساعيك وجهودك مثلما كان صوت الحرب هو القرار المبيت ممن يقاتلك بالوكالة من طهران وهو لا يملك لا قرار الحرب ولا قرار السلام ..
وقفت ممثلاً لبلدك وكنت عوناً لليمن واليمنيين في اكثر القضايا التي تمسهم في كل الجوانب .. وتوجت ذلك في فتح القسم القنصلي لسفارة المملكة في جدة لتفتح باباً للأمل لمئات الالاف من الأسر اليمنية التي وجد ابنائها فرص للعمل في هذه الظروف الاستثنائية والقاسية دون تمييز في المذهب أو الجغرافيا أو غيرها..
اليوم مازلت واقفاً كما انت في البدايات.. تدعوا للسلام الحقيقي ولإعادة الدولة وتكافح مثل فرس جامح في محافل العالم كدبلوماسي شجاع ومدافع صلب عن كل من يريد النيل من وطنك بقناعة أيضاً وليس فقط بسبب الوظيفة ..
فلك السلام والمحبة أيها السفير الانسان ..
إضافة تعليق