بعد رحلة برية شاقة استغرقت خمسين ساعة من الرياض وصلنا إلى مشارف عدن والشوق يسبقنا اليها والخوف والتوجس يلفنا مما سنلقاه في عدن خصوصا أنه وقبل يوم من وصولنا إلى عدن نشر بعض الناشطين تعميم منسوب للحزام الأمني يحذر أصحاب الفنادق من تسكين الشماليين .
وصلنا عدن انطلقنا الساعة الحادية عشر ليلا إلى سوق القات كانت السوق والشارع يعج بالمارة كنا نتفحص الوجوه والكلمات لعلنا نعرف من أي مناطق اليمن ينحدر المارة لكن الفراسة خانتنا كثيرا فلم نستطع التمييز بين المارة على أساس اشكالهم ولهجاتهم .
وصلنا الفندق لم يسالنا موظف الاستقبال عن شيء سوى طلب البطائق الشخصية .
انطلقنا من اليوم الثاني للزيارة اختلطنا بالمجتمع برجل الشارع بالمثقف بالعامل بالطالب بالعسكريين اختلطنا معهم كقادمين من المحافظات الشمالية تجاذبنا معهم أطراف الحديث ناقشنا الكثير حول كثير من القضايا منها الشرعية والمجلس الانتقالي ومنع الشماليين من دخول عدن وجدنا عدن وأبناء عدن فاتحي اذرعهم ومرحبين بكل قادم اليها . الغالبية العظمى من المواطنين البسطاء يبحثون عن دولة ويفرحون لكل تحرك تقوم به الحكومة الشرعية في سبيل ترسيخ تواجد الدولة ( كما حصل في المؤتمر السنوي لقادة الأمن ) .
أغلب من قابلناهم لديهم قناعة بضرورة الالتفاف حول الشرعية وحكومة الشرعية هناك عزوف ملحوظ من قبل المواطن البسيط عن الشعارات الفضفاضة ويرغب بدولة تحفظ له الأمن والاستقرار وتؤمن له الخدمات .
هناك تعبئة إعلامية مثيرة للانتباه ضد الحكومة الشرعية وتحديدا شخص رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر ومن الواضح أن سبب هذه التعبئة هو انزعاج بعض الجهات من تحركات الحكومة ورئيسها الرامية إلى تعزيز تواجد الدولة .
ما أستطيع قولة أن واقع عدن يختلف كثيرا عما يقال عنها في الإعلام .
عدن وبقية المحافظات تتطلع إلى وجود الدولة وتبارك مساعي الحكومة الشرعية وتعزف كثيرا عن الفوضى .
إنني على ثقة أن قادم ايام عدن أفضل مما قبلها وان أبناء عدن والجنوب عموما يلتفون حول شرعية الرئيس هادي وحول الحكومة الشرعية .