حروب بن دغر الأخيرة

ماذا يريد رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر في تغريداته الأخيرة والتي أراد من خلالها إشعال الفتنة والخلاف وإعادة دوامة الصراع إلى ماقبل تدخل التحالف العربي لإيقافها في عدن؟

الواضح أن بن دغر الذي يريد أن يدير الدولة والصراع عبر التصعيد يهدف إلى تحقيق العديد من الأشياء.

أولى هذه الأشياء أنه أراد من خلال هذا التصعيد أن يعيد عجلة الصراع وخلط الأوراق باعتبار أن أي حل يعني تغييره وحكومته.

وثانياً فإن بن دغر أراد أن يثبت ولاءه للإخوان المسلمين لكسب ودهم ويستمرون في دعمه للبقاء في منصبه باعتبار وظيفته مكسب لم يحظ به كثير من أقرانه مع مزايا غياب الحساب والعقاب والمساءلة.

وثالثاً أراد بن دغر إثبات الولاء والبراء للرئيس عبدربه منصور هادي رغم أنه في حقيقة الأمر يقوض سلطته ويجعله في فوهة مدفع كخصم للتحالف الذي دخل بكل ثقله لإنهاء الصراع وإنقاذ رئيس الحكومة الذي يريد تصوير أن بقاءه محاصراً في قصر المعاشيق بطولة نادرة..

ورابعاً ما كان هناك حاجة لهذا التصعيد والتحدي والوقوف كحارس للجمهورية والوحدة وهو في حقيقة الأمر يدافع عن منصبه ومكاسبه وكل المفردات التي يستخدمها ليست سوى متارس لبقاءه رئيساً للحكومة..

إن مشكلة بن دغر أنه وصل إلى المنصب الحكومي وقد تمرغ في التمني ببلوغه لعقود وعندما ضرب الحظ معه وناله النصيب أصبح يرى خروجه منه أشبه بموت سريري يصعب العودة إليه..

لمصلحة من هذا الانقلاب الذي يقوده بن دغر وقد تم تجاوز المشكلة وتدخل التحالف لإيقاف الصراع..؟

وهل الأولى التركيز على مواجهة الانقلاب الحوثي أم القيام بانقلاب داخل عدن والوقوف أمام أي حل باعتبار ذلك سيؤدي إلى فقدانه لمنصبه..

قرأت مقابلة رئيس الوزراء بن دغر ورغم الإسهاب والتكرار وضعف الحجة إلا أنه مايزال يعتقد أنه داهية زمانه وبارع في التذاكي ورص الكلمات واعتبار ما يقوله مقولات عظماء تستحق التخليد في ذاكرة الزمن والحقيقة أن مكانها مزبلة التاريخ ..

سيتخلى الرئيس هادي عن بن دغر، وسيبيع الإخوان بن دغر بثمن بخس، ولن يجد موطئ قدم في حزب المؤتمر الذي يريد أن يتذكره وقت حاجته.. وسيصبح في متاهة.

من يخدم الانقلاب الحوثي باختلاق صراعات وتدوير فتن؟ من يريد العودة إلى الفوضى بالجنوب وفتح جبهات صراع بين مكوناته ويدعي مسؤوليته كدولة؟

من يريد نقل المعركة من معركة لمواجهة الانقلاب الحوثي الذي أصبح يتهاوى في صعدة والحديدة وتعز وميدي والجوف والبيضاء إلى معركة داخلية بحجة الشرعية والوحدة والدولة والتي أصبح يستخدمها كمفردات وكأنها ملكية خاصة به أو أنه حارس مرمى الدولة؟

الأمر يحتاج لمراجعة وإنصاف وعلى الرئيس هادي والتحالف أن لا يجعلوا الأمر يمر مرور الكرام لأن أي تساهل اليوم سيحدث ستكون نتائجه كارثية على الجميع بالغد.

وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته لأن تمرير تهديدات بن دغر ووعيده يعني نسف كل ما تحقق وتسديد طعنة في الخاصرة لكل الجهود والنجاحات وقتل عمد للمستقبل.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص