حين ابتلعت المليشيا الدولة بكل مؤسساتها ولم يكن هناك من خيار سوى القتال والنضال في صفوف الجيش الوطني، لبينا نداء الوطن والشرعية لم نكترث للصعاب التي يمكن ان تواجهنا، حملنا ارواحنا على أكفنا وواجهنا العدو ببسالة نبتغي نصرة الحق والعدل ونتمنى الشهادة في سبيل ذلك.
هكذا كنا ولا زلنا وعلى العهد ماضون منا من قضى نحبه في رحاب الخالدين ونحن قُدر لنا ان نكون جرحى بعضنا اصبح مقعدا واخرين فقدوا اطرافهم وحواسهم واصبحوا في قائمة المعاقين ومع ذلك لايزال بعض المعاقين مرابطين في الجبهات املا في نيل الشهادة.
لم نكن نتوقع انن يكون هذا مصيرنا ان اصبحنا جرحى تقطع رواتبنا، نطرد من سكننا، نهمل في جراحنا، نصبح عالة على من حولنا، مصيرنا المؤلم لم يرقّ له قلب القائد والرئيس والمسؤول، تحول برنامج حياتنا الى مناشدات واعتصامات وتظاهرات نسعى من خلالها الى انصافنا واخذ حقوقنا التي هي في المجمل استمرار صرف مرتباتنا المنقطعة منذ سبعة اشهر.
لماذا يا فخامة الرئيس والنائب ورئيس الاركان، هل اخطأنا بحقكم حين خضنا المعارك وتقدمنا الصفوف، هل رواتبنا تنهب ميزانية الجيش وتقف عائق امام معارك التحرير، لم يكن بيدنا ان نختار مصيرنا لنصبح جرحى بل كان هدفنا اسمى من ذلك وهو اما ان ننتصر او نبتغي الشهادة.
نحن لا نستجديكم المناصب او الرتب، نحن فقط نطالب بحقنا الذي يساعدنا في العيش بكرامة وهو واجبكم اولا واذا تخليتم عن الجريح فلن تجدوا في الايام القادمة من يقاتل معكم.
في كل كلمة او خطاب للرئيس يكرر "اننا لن ننسى دماء الشهداء والجرحى" وهي الكلمة الذي علقت في اذهاننا وقلوبنا وما نتمناه ان لا تكون هذه الكلمة واحدة من الشعارات التي لا تطبق على ارض الواقع.
باسمي وباسم جرحى ومعاقي جبهتي حرض وميدي ومن موقع اعتصام الجرحى الذي يدخل اسبوعه الثالث اناشد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبة الفريق علي محسن الاحمر والقائم بأعمال وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان بالعمل على انصافنا وصرف مرتباتنا التي تم ايقافها منذ أكثر من سبعة اشهر حيث ان زملاؤنا في المنطقة الخامسة من الجنود استلموا مرتباتهم ونحن لم نجد أي مبرر لتوقف صرفها.
بقلم الجريح/ اكرم هادي الجبري