_ لقد وصلنا بإمكاننا الجلوس هُنا ,
_ حسناً , اشعر بشعور جيد هذا اليوم ونسائم الهواء الباردة مُنعشة للغاية.
_ جيد , والان أخبرني ماذا ترى ,
_ ابتسم أبتسامة ذكاء وقال " تُجيدين تغيير الطريق ولكنكِ لا تُجيدين تغيير السؤال "
_ لم يخفى عليّ ان لا تنتبه لهذا وابتسمت بِلطف .
_ اتعلمين " لديكِ ابتسامة دافئه "
_ تُخبرني بهذا كُل يوم والعجيب في الامر ان شعورً جيدً يتسلل الى قلبي في كُل مره تقول لي هذا, عموماً هيا أخبرني ماذا ترى "
_ يبتسم بِحُب كعادته ويقول " أصغي لما أرى "
_ تُغمض عينيها وتأخذ نفساً بارداً وتقول بِهمس _حسناً_
_ أني أرى الوان من الزهور تُغطي مساحه شاسعة من هذه الارض وارى شجرة القيقب واوراقها تتراقص على نغمات نسائم الرياح الباردة والزهور تتمايل طرباً معا خرير الاوراق , وارى احدهم قادم لا ليس أحدهم بل مجموعه من الاطفال وتحفهم الفراشات المُزركشة , وضحكاتهم تتسلل من بين كُل هذه الاصوات لتستقر في أذاننا لترسم لونً من الفرح يتخلل قلبينا , ارى سماءً زرقاء غاية في الصفاء وتتوزع خلالها غيوم بيضاء تَسُر الطيبين وارى لوحه من الجمال الرباني الذي لا نهاية لتفاصيلة الجميلة "
_ تنهدت براحه وقالت " أتعلم انا لا ارى جمال الحياة الا من خلالك "
_ وانا لا استطيع رؤية كُل هذا الجمال لو لم تكوني في قلبي "
وبينما هُما غارقان في استشعار الحياة وجمالها وتُعانقهما نسائم الهواء الباردة إذا بإحدى صديقاتها تمر بالمصادفة وتراها وتتجه نحوها لتهمس في أُذنها " الا تملين من اصطحاب زوجِك الاعمى هذا كُل يوم لتجلسا وسط هذا الكم الهائل من الخراب "