" ما وراء الجُدران "

 

يلوحان لها بعد ان ودعتهما وذهبت بأتجاه منزلها بجانب مخبز والدها الصغير وما أن تتوارى خلف باب المنزل حتى تقول إحداهما للاخرى: إنني أحسدها كثيراً فهيَ بالتاكيد تتناول الكعك يومياً بما ان والدها يملك هذا المخبز , قالت الاخرى : يبدؤ ذلك ولكن مظهرها لا يبدؤ عليه ذلك مُطلقاً , اجابتها صديقتها : لا تُصدقي كُل ما ترين , لابُد وانها تخفي عنا الكثير حيث اننا لم نعرف ان والدها يملك هذا المخبز الا بالمصادفه , "فعلاً , انتي مُحقة" هذا ما قالته الاخرى , وبعدها انطلقن في في حال سبيلهن ,

كانت مُنهكه للغاية فلم تحضَ هذا اليوم الا بقطعة صغيرة من الخُبز وكوب من الحليب لوجبة الغداء وكان عليها بعد ذلك ان تُساعد والدتها المريضة في أعداد بعض الطلبيات بينما يهتم والدها بالمخبز واستقبال الزبائن , حين نادتها جدتها المُقعدة قائله : عزيزتي سناء هل لا احضرتي لي الدواء , "حاااضره ي جدتي "واسرعت لتحضر الدواء لجدتها وشعرت بخيبة شديده حين وجدت علبه الدواء انتهت ولم يبقى سوا قرص واحد فهي تعلم كم من المال يحتاجه والدها لشراء علبه دواء آخرى, قدمت لجدتها الدواء وكوب الماء وتركتها بأبتسامة لطيفه رسمتها على وجهها وعادت لمساعدة والداتها وقالت لها : أمي سأهتم بالباقي اذهبي انتي وارتاحي قليلاً , شكراً عزيزتي الطلبيه يجب ان تكون جاهزه بالمساء فلذلك سنتعاون معاً في تجهيزيها , كانت والدتها مُرهقه بالفعل فبمجرد تفكيرها بكُل تلك  الديون وفاوتير الماء والكهرباء والالتزامات التي يجب سدادها نهاية هذا الشهر تزيد من آرقها وكذلك زوجها المسكين والذي يُحاول جاهداً توفير حياة كريمه لها ولأطفالها ولوالديه العجوزين"

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص