ما يزال البعض يعيشون حالة من الاندفاع تجاه حديث رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي، رغم أنه اتّسم بالوضوح والمسؤولية وطرح واقعاً صعباً بصدق وجرأة ففي وقت تشتد فيه تعقيدات المشهد، جاءت تصريحاته لتؤكد الابتزاز الذي تمارسه مليشيا الحوثي ضمن منهجية الانتهاك والتدمير والقضاء على مقدرات الوطن، وتضع الشعب أمام حقيقة لا بد من مواجهتها فنحن في معركة وجود، تتطلب قيادة صادقة وواضحة، فالأوطان لا تُبنى بالشعارات ولا بتخدير الشعوب، بل بالوعي والثبات والقدرة على مواجهة الحقيقة كما هي وهذا مايحسب لرئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي.
ومع ذلك، اختار بعض المنتقدين أن يغضّوا الطرف عن تعقيدات المرحلة، رغم إدراكهم التام لخطورة الواقع وتحدياته المتراكمة، فانجرّوا إلى مربّع النقد الأجوف بلا بصيرة، مدفوعين ببريق الشعبوية والحماس العاطفي الأهوج، حتى وجدوا أنفسهم أسرى لَغَطٍ يزجّ بالقضية الوطنية في دائرة التشويش والانقسام.
ومن هنا، تبرز الحاجة الوطنية الملحّة إلى وعيٍ سياسي ناضج، يتعامل مع الوقائع بعقلانية ومسؤولية ويرفع من منسوب الوعي الجمعي، ويشد من أزر وحدة الصف وصيانة النسيج الوطني. فالوطن، في هذا المنعطف الحرج، لا يحتاج مزيداً من الضجيج أو المهاترات، بل يحتاج من الجميع خطاباً يرتقي إلى حجم التحدي، ويحمي القضية الوطنية من منزلقات الفتن والتشظي، ويضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبارات ضيقة أو حسابات شعبوية عابرة.