متى نردم الفجوة
ان لم تجمعنا الحروب فلن يجمعنا السلام و( ان المصائب يجمعن المصابين ) العلماء هم الكتلة الحرجة في المجتمع اليمني والإعلاميون والصحفيون هم النخبة المؤثرة ولهذا حرصت جماعة الموت والانقلاب البئيس على استهدافهم فاول ما وجهت سهامها الخائبة ومجانينها المردة كان نحو العلماء والدعاة ومراكز العلم الشرعي والمساجد ودور القرآن فعاثوا فيها الفساد ولاحقوا العلماء والدعاة وهدموا المساجد وفجروا دور القرآن واغلقوا المراكز العلمية ولم يستثنوا شيء منها ثم توجهوا نحو شهود الحقيقة وناقليها للعالم وهم الإعلاميين والصحفيين وملئوا السجون والمعتقلات بالمختطفين من الاعلاميين والصحفيين والحقوقيين فالحوثي اللعين يرى أن هؤلاء هم خصومه بالدرجة الأولى لأنهم يعكروا صفو أحلامه ويقضوا مضجعه ولا ننكر أنه كانت هنالك فجوة لم تردم وشرخ لم يدفن بين العلماء والإعلاميين وبعض السياسيين وهي ناتجة عن اختلاف وجهات نظر او تباعد وعدم إلتقاء مما قلل من نسبية التفاهم والتقارب وبعض الخلافات نتيجة بعض الصراعات الأيديولوجية السابقة التي مرت بها اليمن مما جعل البعض يؤكد العداوة بينه وبين العلماء ويجددها بين الفينة والأخرى خصوصا عندما برزت استقطابات المال السياسي فيما بعد عام 1990 .. ولكن نلاحظ اليوم عندما يلتقي بعض من الإعلاميين مع بعض من العلماء وقد يكون اللقاء عفوي وغير مرتب لكن تتضح الكثير من القضايا وتجد حالة من التفاهم والانسجام إلا ما ندر وانا شهدت ذلك مرارا فكنت ألاحظ الكثير من الكتاب يتحاملوا على بعض الفقهاء وعندما تجمعهم الصدف يحصل التعارف والتآلف والانسجام وهكذا ... ولهذا أي خلاف يجري اليوم بيننا هو لا يتجاوز وجهات النظر ولو اجتمع الناس وتحدث بعضهم إلى بعد لحصل التقارب في كثير من القضايا فالتزاور والتقارب مهم خصوصا بين السياسيين والاعلاميين وبين العلماء والدعاة ولنتجاوز كل الماضي وترحيل كل الآراء المتصلبة واغلاق جميع ابوابها وتوحيد الصف وجمع الكلمة ليصير الكل جبهة واحدة أمام الكهنوت الظلامي البغيض الذي يريد الحوثي وصالح فرضه على كل يمني فاليوم نحن امام معركة وطنية فاصلة لا تراجع فيها فإما ان نحرر البلد من الكهنوت الحوثي أو نظل ضحايا التشريد والنزوح ولقد جمعتنا هذه المعركة المصيرية التي منها سنعيد لليمن مجده وعزته وكرامته وبهذا ينبغي أن نردم الفجوة ونمسح غبار الجفوة التي هي في الأساس أوهام وعندما تجتمع هذه الأطياف والألوان تتضح الرؤية وتذهب الغشاوة المنطلية تجاه الآخر فعلى هذه الشريحة المؤثرة أن يزور بعضهم البعض ويستفهم كل من الآخر ( فالناس وحوش حتى تتعارف وتقترب من بعض ) نسأل الله أن يجمع الشمل ويقمع كل الحوثيين والانقلابيين أجمعين ...
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص