لم تستطيع الطفلة اليمنية ندى الأهدل السيطرة على دموعها اثناء استضافتها على قناة الاخبارية السعودية وحديثها عن انتهاكات مليشيات الانقلاب الحوثية في اليمن بحق الطفوله وأثناء تذكرها لمناظر قتل اطفال بلدها بتلك الصورة الوحشية في عدد من محافظات الجمهورية.
ندى الطفلة والانسانة في آن اجهشت بالبكاء ككل مره عندما تستضيفها القنوات والاذاعات للحديث عن الطفولة وما يتعرض له الأطفال من انتهاكات جسيمة من قبل الحوثيين خصوصاً في ظل الحروب الظالمة التي تجاوزت كل القوانين الدولية والأعراف.
قالت ندى في حديثها ان الحرب دمرت أحلام الأطفال وأغلقت منافذ المعرفة من خلال تدمير المدارس ومؤسسات التعليم ومراكز التدريب فالكثير من المدارس دمرت بشكل كامل ولم تعد صالحة الا للذكرى الجميلة في الزمن الماضي للأطفال، وأكدت بعض هذه المدارس تحولت الى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة وهذا الامر زاد الامر سوء وضاعف معانات الأطفال ودمر مستقبلهم التعليمي، فتدمير المؤسسات التعليمية يعني الانتظار لجيل محروم من التعليم وبالتالي يصبح لدينا جيل في المستقبل جاهل او غير متعلم وهذا يهدد مستقبل الطفولة ويجعل مستقبل الوطن في وضع مأساوي لأن أي بلد لن ينهض بدون تعليم ولن يرى النور في ظل هذا التطور المؤلم.
واستعرضت ندى أوضاع ومعاناة الطفل اليمني وطالبت تسريع صرف رواتب الموظفين كونها تؤثر بشكل مباشر وملموس على الأطفال واعتبرت ان احتياجات الأطفال مقترنة برواتب ولي الامر الذي لا يتمكن حاليا من توفير العلاج والغذاء والأدوات المدرسية.
وأضافت أن للحروب آثار كارثية على الجيل الحالي إن لم يتم تدارك الأمور ومعالجة الوضع قبل فوات الأوان، مشيرة الى ان التاثير يكون خاصة من الناحية النفسية، وشعور دائم بالرعب والخوف، وانعدام القدرة على التركيز وقلة النوم، وفقدان الإدراك والفهم أحيانا، فنحن نتحدث عن جيل كامل مهدد بالتخلف، مهدد بالتراجع التنموي، جيل معقد نفسيا وعنيف، سيصبحون أطفالا مشوهين ذهنيا، أو وقودا لحروب قادمة، من السهولة استخدامهم لإذكاء النزاعات وإشعالها، قد يتحول إلى خطر على الأمن العالمي لأنه عرضة للتشدد، وضحايا لجماعات التهريب والإرهاب والمتاجرة بالبشر، وستكون الفتيات سلعة لدى جماعات تسخرهن في أمور منحرفة.
واكدت ندى" نحن أمام جيل مهدد بالضياع، إن لم توفر فرص تعليم الأطفال فإنهم سيكونون خطرا حقيقيا على الأمن العالمي أو ضحايا لجماعات الإرهاب، لهذا يجب معالجة الامر قبل فوات الأوان، نحن بحاجة الى سلام دائم وعاجل قبل ان يتضاعف الألم ويصبح السلام امر ميؤوس منه، وانا على ثقة بأننا سنكون بعد الحرب أفضل من اليابان بعد هيروشيما، وأجمل من المانيا بعد الحرب الثانية، لان وجع الحروب تخلق جيل يعشق السلام ويحب الخير ويصنع المستحيل"
وقالت" يجب ان نعمل سويا وبكل الوسائل لإيقاف الحرب وفرض السلام من اجل مستقبل الأطفال في اليمن وجيل الغد والعمل على بناء سيناريو لما بعد الحرب في إعادة بناء المدارس ومعالجة الحالات النفسية للأطفال لإعادة تهيئتهم النفسية ومعالجة الصدمة التي حدثت لهم وإخراجهم من الكابوس المظلم في عهد الحرب، واضرارهم واعادتهم الى التعليم بروح طموحة. "
وأعلنت الاهدل ان منظمتها "ندى لحقوق الطفل" تعمل على مشاريع تساهم وتساعد على إيجاد ملاذات آمنه للطفل لان يتنقل من أماكن الصراعات الى أماكن اقل ضررا لعدم توفر مناخ يناسب عمره ويخفف عنه أثار الحرب. مؤكدة انها تعمل من خلال المنظمة على عدد من البرامج التي تستهدف انتشال الطفل من الوضع المأوساوي الذي يعانونه في اليمن.
وأشارت "الأطفال الأكثر تضرراً في الصراعات المسلحة جسدياً ونفسياً واجتماعياً، البعض يموت تحت نيران الحرب وآخرون جرحى لا يجدون العلاج بسبب انعدامه او بيعه في السوق السوداء او انعدام الدخل والكثيرين يصبحون مشردين او ايتام واغلب الامهات ثكالى اضف الى انعدام الماء والغذاء وتلوثه وكل هذا يصاحبه حالة نفسية وصدمة اجتماعية تؤثر على مستقبل الأطفال والامهات، ونحتاج الى عناية الله اولاً في إزالة هذه الغمة عنهم ثم تدخل أصحاب القرارات في إيقاف الحرب والبدء في اعادت الأطفال والامهات للحياة الطبيعية وعمل خطة لمعالجة هذه الحالات بعد الحرب وبناء النفوس وتهيئة الظروف"
وفي العودة الى السؤال عن تعرضها للسجن في صنعاء بسبب دمعت عيناها وناشدت العالم الضغط على كل من يستخدمون الاطفال في الحروب ويزوجهم في معارك جانبية قائلة يجب ايقاف الحرب بكل الوسائل لان الطفل يتعرض لانتهاكات جسيمة وانها شاهدت مالم يسمع العالم عنه.
وأضافت "ما بعد الحرب هو السلام هو الانتصار للإنسانية هي الحياة الجديدة هي البناء لمستقبل اليمن هو تنفيذ مهمة وهمة، حيث لن يكون احد محايد او منحاز الا للسلام والتخطيط لبناء مستقبل الأطفال، وإعادة اعمار ما خلفته الحرب نفسياً واجتماعياً وصحياً، سوف نعيد بناء الوطن من التعليم والصحة والنمو الاقتصادي والإصلاحات السياسية وكل شئون الحياة وهذا امر باعث للقلق والخوف ويجب ان نجد وسائل لفرض السلام وإيقاف الحروب في كل العالم ويجب ان يشعر الجميع بمسئولية امام هذا الامر لان وجود مثل هذا العدد من الأطفال. ويجب ان نفهم بعد اقل من 10 سنوات يصبحون بالغين وقد يشكلون قنبلة موقوته تهز العالم وتنظم لمسلسل العنف وحينها يصعب على الجميع إيقافه"
وتعد ندى الاهدل، ذات ال14 ربيعاً ناشطة في حقوق الطفل وأسست منظمة "ندى للطفوله" وتمكنت من الفرار اثناء اجبارها على الزاوج بالقوة عندما كان عمرها 11 عاماً
وقامت بتسجيل فيدو لفت أنظار جمعيات حقوق الإنسان حول العالم وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وناشدت من خلاله الضمائر الحية بالوقوف مع حالات كثيرة مثلها في اليمن. وخلال ايام قليلة وصلت المشاهدات لهذا الفيديو الى اكثر من 7 ملايين مشاهد. كما تناقلت قصتها وسائل اعلام عالمية وعبر العديد من المعلقين والمغردين ومن جنسيات مختلفة عن تعاطفهم مع ندى واعجابهم بجرأتها.