غيب الموت يوم أمس الاثنين الفنان اليمني الكبير عبد اللطيف يعقوب في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، بعد مرير مع مرض فيروس الكبد، وعدد من الأمراض الأخرى. ليخلّف رحيله خسارة كبيرة للغناء اليمني باعتباره أحد أهم عازفي العود ومن أبرز عازفي الفرقة الوطنية للموسيقا التابعة لوزارة الثقافة.
وعبر عدد من المثقفين والسياسين عن حزنهم الشديد لخسارة اليمن واحد من اهم الفنانين على مستوى الوطن.
ونعت وزارة الثقافة رحيل الفنان يعقوب بعد حياة حافلة بالعطاء، حسب بيان الوزارة. ونوه بيان النعي بدماثة خلق الفقيد وحسن المعشر ورقي السلوك والعبارة.
وعبرت وزارة الثقافة عن بالغ الحزن لرحيل الفقيد .. سائلة الله ان يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
وقال السفير اليمني فرنسا الدكتور رياض ياسين اليمن والساحة الفنية والثقافية خسرت أحد اهم اعمدتها، مضيفا ً ان للفنان دورا كبيرا في تعريف الفرنسيين بجمال وثراء الغناء اليمني الأصيل وان مثل اليمن خير تمثيل في حفلاته الخارجية في عدد من المهرجانات والاحتفالات الموسيقية ومنها حفلة في معهد العالم العربي في باريس عام 2008م.
وعبر د. رياض ياسين عن صادق تعازيه ومواساته لاسرة الفنان ومحبيه وللساحة الفنية والثقافية اليمنية. سائلا المولى العلي القدير ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
فيما عبر فيصل سعيد فارع رئيس مؤسسة السعيد الثقافية عن تعازينه القلبية لأسرة محبي الفقيد معتبرا ان الفنان عبداللطيف من أشهر عازفي العود في اليمن والفرقة الوطنية اليمنية .
واعبتر رئيس اللجنة النقابية بكلية الطب د. سمير طارش عن ان رحيل الفنان يعقوب يعد خسارة كبيرة على الوطن وان الفقيد سخر حياته لخدمه الفن والوطن، مشيرا الى ان الفنان كان أحد أهم فناني الفرقة الوطنية وممن أسهموا في تقديم العديد من الأعمال الهامة وغنوا وعزفوا مع عدد من كبار الفنانين اليمنيين ومن أهمهم الفنان أيوب طارش وبخاصة في عدد من أغانيه الوطنية.
وعبر طارش عن خالص عزاءه ومواساته لاسرة الفقيد ومحبيه وللساحة الفنية والثقافية في اليمن.
وعبر ممثل اليمن لدى المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم بتونس. د. محمد عبدالباري القدسي عن خالص عزائه ومؤاساته لاسرة الفقيد ومحبيه. مضيفاً ان الفنان كان له دور كبيرا في الارتقاء بمستوى الفن اليمني وله مساهمات عديدة في في الاغاني الوطنية.
وقالت الدكتورة ابتسام الاصبحي رئيس نقابة اعضاء هيئة الترريس جامعة تعز: نعزي الوطن والساحة الفنية والثقافية .. بفقدان مثل هذه الأصوات والنماذج الرائعة التي تعطي صورة مشرفة عن اليمن. . نسأل الله أن يتقبله ويسكنه فسيح جناته.
والفقيد من مواليد قرية الاغبرية مديرية القبيطة محافظة لحج عام 1963م والتحق بالعمل مع الفرقة الوطنية للموسيقى والانشاد بوزارة الثقافة بصنعاء 1980م.
وحصل على الثانوية العامة عام 1987م ودبلوم في الموسيقى عام 1980م وتحمل مسؤولية مدير إدارة الفنون بمكتب الثقافة بصنعاء عام 1995م وكان مشرفا فنيا بوزارة الشباب عام 1983م كما كان عضوا في لجنة التحكيم الموسيقية في مسابقة جائزة رئيس الجمهورية .
وشارك الفقيد في جميع الفعاليات والمناسبات الوطنية التي نظمتها الوزارة منذ التحاقه بالفرقة مغنيا وعازفا على آلة العود وشارك في المحافل الدولية منها الأسابيع الثقافية في قطر والسعودية والعراق والمغرب وتونس ومصر وفي مهرجانات الشباب العربية .
كما شارك في فعاليات سياحية في مصر وكندا وكوريا وأستراليا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا واليابان وسويسرا وعمان والإمارات .
وسجل مجموعة من الأعمال الفنية من ألحانه وتضم مجموعة من الأناشيد كما لحن وغنى للوطن وللاطفال والزراعة ومن ألحانه أوبريت الأعراس واوبريت بيت العروبة وهما من كلمات الشاعر أحمد الجنيد .
ولمع نجم الفنان يعقوب أثناء الفعاليات الفنية المصاحبة لصنعاء عاصمة الثقافة العربية في عام 2004. وأشارت الشبكة الى ان يعقوب عرف بعزفه“صباحية” لمجموعة مختارة من معزوفاته وأغانيه على العود في 21 ابريل / نيسان الماضي، هي آخر نشاط له على الصعيد العام.
وعلى مدى العشر السنوات الماضية عرف يعقوب بعزفه الجميل في الفعاليات التي تنفذها الفرقة الوطنية للموسيقى بصفته أحد أعضائها. وسط تصاعد شكاوى القطاع الموسيقي اليمني من الإهمال الذي يواجهونه حالياً من جماعة الحوثي، وسيطرتها على الشأن الثقافي والفني وتغييبها رسالة الفن الهادف على حساب حضور أهازيج الحزب وقصائد تدعو إلى العنف والقتال، وترك زميلهم يواجه مصيره وتناسي تاريخه في خدمة الفن اليمن، وعدم الالتفات إلى معاناتهم.
ويضل اوضاع الفنانين في اليمن سي جدا ووسط تصاعد شكاوى القطاع الموسيقي اليمني من الإهمال الذي يواجهونه حالياً من جماعة الحوثي، وسيطرتها على الشأن الثقافي والفني وتغييبها رسالة الفن الهادف على حساب حضور أهازيج الحزب وقصائد تدعو إلى العنف والقتال.