كشفت الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، أطماع بلادها في السيطرة على جزيرة سقطرى اليمنية.
ورداً على سؤال مذيعة قناة "بي بي سي" عن سبب إرسال الإمارات قوات عسكرية إلى سقطرى بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء اليمني للجزيرة، قالت الكتبي في مداخلة هاتفية ، إن الإمارات كانت موجودة في الجزيرة من قبل، وتساءلت ما الداعي لزيارة بن دغر للجزيرة، متجاهلة أن بن دغر رئيس لحكومة البلاد الذي تعد سقطرى إحدى محافظاته.
وأضافت الكتبي، أن قضية الخلاف على سقطرى سببها أن المحافظ ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح، وأن الإمارات تصنف جماعة الإخوان إرهابية، وهذا تعدي واضح على السيادة اليمنية كون قرارات الإمارات وتصنيفاتها للجماعات في أراضيها لايمكن أن يسري على أراضي يمنية مثل سقطرى، إضافة إلى أن الإمارات بلد غير ديمقراطي ويعتبر أي آراء معارضة للسلطة بأنها أعمال إرهابية، بعكس اليمن الذي يعد بلد ديمقراطي ويقوم على مبدأ التعددية الحزبية.
واستغربت المذيعة من المنطق الذي تتحدث به السياسية الإماراتية ابتسام الكتبي عن دوافع زيارة بن دغر لسقطرى وهو رئيس وزراء لليمن وهذه الجزيرة جزء من بلده، مشيرة إلى أنه يفترض على دول التحالف العربي ومنها الإمارات أن تدعم الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً (وهذا هو الهدف الرئيسي لتدخل قوات التحالف العربي في اليمن).
لكن الكتبي قاطعتها وكشفت أن بلادها لاتدعم الشرعية وأن لها أهداف احتلالية لجزيرة سقطرى منذ عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح عبر المشاريع التي نفذتها في ذاك الوقت كمساعدات خيرية لليمن، وقالت إن الشرعية ليست لحكومة بن دغر أو الرئيس هادي وإنما لرئيس الوزراء السابق خالد بحاح، كما أن الإمارات دعمت مشاريع في الجزيرة منذ عهد الرئيس الراحل صالح..
وحاولت ابتسام الكتبي خلال المداخلة التي تابعها "المشهد اليمني"، تبرير تواجد قوات الإمارات في سقطرى بأنه لحماية الجزيرة من الحوثيين والسلاح الإيراني، قبل أن تحرجها المذيعة بحقيقة أن سقطرى بعيدة كل البعد عن مناطق الصراع، كما أنه من الصعب وصول أسلحة إيرانية إليها في ظل سيطرة التحالف العربي على أجواء ومياه اليمن، وكذلك وجود القوات البريطانية والأمريكية في مناطق قريبة من الجزيرة.
وقالت الكتبي إن الإمارات تواجدت في سقطرى بالتنسيق مع السعودية وأمريكا وبريطانيا، متجاهلة أن سقطرى أرض يمنية ولا تتبع أياً من الدول الثلاث التي ذكرتها، وأي حاجة لتواجد قوات في الجزيرة من المفترض أن تتم بالتنسيق مع الحكومة اليمنية فقط.
وتساءلت المذيعة عن المشاريع الخيرية التي نفذتها الإمارات في سقطرى وهل تعطيها الحق لأن يكون لها سيطرة وأمر ونهي فيها، إلا أن ابتسام الكتبي ردت بأن بمنطق مثير للاستغراب حيث بررت تواجد القوات الإماراتية بأنه جاء لحماية هذه المشاريع وأهل سقطرى، لكنها لم تذكر ممن تتم حمايتهم، خاصة وأن نسبة الجرائم في الجزيرة تكاد تكون منعدمة.
واختتمت مداخلتها الهاتفية باعتبار أن من يقاتلون الحوثيين في الميدان هم القوات الإماراتية والسعودية فقط، متجاهلة بشكل متعمد قوات الجيش الوطني في كل الجبهات، وقالت إن ما تقوم به الإمارات في سقطرى تم بالتنسيق مع السعودية، إلا أن المملكة لم توضح حتى اللحظة ما إذا كان هناك تنسيق معها بالفعل في هذه الممارسات أو لا.