ميليشيا الحوثي تواصل انتهاكاتها .. الطفولة إلى أين؟ 

 

 

تستمر الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بانتهاك حقوق الطفل اليمني من خلال جرّه إلى ساحات المعارك الملتهبة ليقع ضحيةً لأفكارٍ هدامةٍ ومشاريع تخريبية لا يستوعبها عقله الصغير يُقتل من أجلها أو يصاب بإعاقة وجروح خطيرة .

 

وقد دأبت الميليشيا الحوثية منذ انطلاق تمردها في 2004م على تجنيد الأطفال بطرق ووسائل شتى مستغلةً قلة الوعي والظروف الاجتماعية الصعبة وبساطة المواطنين.

 

سكان محليون من ابناء محافظة صعدة أكدوا أن الميليشيا كانت في فترة الحروب الست تبدأ بتكليف الأطفال بجلب المياه والغذاء إلى المقاتلين ومن ثم بوضعهم في نقاط التفتيش وبعد ذلك يتم تدريبهم على السلاح والزج بهم في مقدمة الصفوف ليلقوا حتفهم.

 

غير أن الأمر تطور بعد انقلاب الميليشيا على السلطة وأصبح الأطفال يتلقون دورات طائفية سريعة ومثلها تدريبات على السلاح في فترة وجيزة تدفع بهم الميليشيا بعدها على الفور إلى الجبهات المشتعلة , والنتيجة هي ذاتها الموت أو الإصابة .

 

إحصائية حديثة كشفت عن تجنيد مليشيا الحوثي الانقلابية، نحو 2500 طفل دون سن الـ15، خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر 2018، وتوزيعهم على الجبهات المشتعلة، للمشاركة بشكل مباشر في العمليات القتالية.

 

وقالت منظمة وثاق للحقوق والحريات في اليمن، في بيان صحفي نشرته الإثنين، إنها وثقت تجنيد الميليشيا ما يقارب 2500 طفل، معظمهم من: صنعاء وذمار وعمران والمحويت وحجة، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل.

 

ما يعني أن ميليشيا الحوثي المدعومة من ايران ضربت بكل دعوات المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية عرض الحائط، بعدما كثفت مؤخراً عمليات استقطاب وتجنيد الأطفال اليمنيين، الذين تستخدمهم في العمليات القتالية بعد أن تدربهم على استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.

 

وفي وقت سابق أشارت تقارير أممية إلى تجنيد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران نحو 9 آلاف طفل يمني في حربها على السلطة الشرعية خلال السنوات الثلاث الأولى من الحرب، التي أشعلتها المليشيات، وانقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014.

 

إلا أن منظمات الرصد المحلية في اليمن تشير إلى أضعاف الرقم الموجود في التقارير الأممية وتؤكد أن عدد الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي يناهز 25 ألف طفل على أقل تقدير.

 

ويلاحظ المتابع للأحداث أن الميليشيا الحوثية تواصل وبوتيرة عالية، عمليات تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك، عبر اختطافهم من دور الأيتام والمدارس، والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسال أبنائهم إلى المعارك، في خطوة اعتبرها مراقبون "جرائم حرب"، وتخالف كل القوانين الدولية الخاصة بالطفل، على حد قولهم.

 

الزج بالأطفال في المعارك بشكل مباشر يأتي بعدما خسرت مليشيا الحوثي، خلال الأشهر الأخيرة، أعداداً كبيرة من مقاتليها على أيدي قوات الجيش اليمني وضربات مقاتلات التحالف العربي في العديد من جبهات القتال، وبالأخص في جبهتي الساحل الغربي وصعدة، منطلق الميليشيا والمعقل الرئيسي لزعيمها المتمرد عبدالملك الحوثي .

 

ولم تقتصر انتهاكات ميليشيا الحوثي على تجنيد الأطفال بل تسببت من خلال اشعالها الحرب في دفع أكثر من "2000000 " مليوني طفل إلى سوق العمل، جراء الظروف الاقتصادية الصعبة، بالإضافة إلى حرمان أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين، بحسب تقارير حقوقية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص