حصار تعز.. جريمة شاهدة على انسلاخ الحوثية من كل القيم الإنسانية والوطنية

تواصل المليشيا الحوثية المدعومة من إيران حصار مدينة تعز منذ أكثر من ست سنوات يقابلها معاناة مستمرة لأكثر من اربعة مليون يمني اجبرهم الحصار على اللجوء لطرق طويلة يتسلقون من خلالها الجبال والطرق الوعرة والغير معبده التي تلتف حول المدينة وتستمر وتختبئ هذه الطرق بعيدا عن قذائف المليشيات الحوثية وأسلحتها الثقيلة والمتنوعة.

وتزايدت الآمال بإنهاء حصار المليشيا الحوثية مدينة تعز بعد إعلان الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة ووافقت عليها الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية والتي تضمنت وقف العمليات العسكرية وانهاء الحصار على مدينة تعز وفتح ميناء الحديدة واستئناف الرحلات عبر مطار صنعاء الى الأردن ومصر الا أن هذه الآمال تتضاءل مؤخراً مع استمرار الحوثية في رفضها لإنهاء الحصار واقتراب موعد نهاية الهدنة.

منذ نحو أسبوع يحتشد أبناء محافظة تعز يومياً لمطالبة المجتمع الدولي والمبعوث الأممي هانس جراندبيرج القيام بمسؤوليته الإنسانية لفك الحصار عن تعز بعد أن نجح في التوصل الى نقاط اتفاق سمحت باستئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء الى عمّان والقاهرة وكذا السماح بدخول 18 سفينة نفطية عبر ميناء الحديدة ناهيك عن إيقاف العمليات العسكرية رغم الخروقات الحوثية المستمرة.

في العاصمة الأردنية عمان يدير المبعوث الأممي مفاوضات من اجل رفع الحصار عن مدينة تعز بين ممثلين عن الحكومة الشرعية من قيادات محافظة تعز يترأسهم البرلماني عبدالكريم شيبان وممثلي المليشيا الحوثية الذي ينتمي غالبيتهم الى محافظة صعدة معقل المليشيا الحوثية يترأسهم يحيى الرزامي.

بعد يومين من المفاوضات أوضح رئيس وفد الحكومة الشرعية عبد الكريم شيبان ان المليشيا الحوثية ترفض فتح الطرق الرئيسية لمدينة تعز (طريق تعز - الحوبان صنعاء، وطريق تعز - بيرباشا، وطريق البرح - المخا - الحديدة).

وأوضح في تصريح صحفي "أنه بعد يومين من النقاشات الشاقة صباحاً ومساءً ومحاولة إقناع المليشيا بكافة الوسائل المنطقية والموضوعية لم يستجيبوا أبداً وكل ما اقترحه الحوثيون هو عبارة عن ممر جبلي "حميري" قديم كان معداً لمرور الحمير والجمال ولا يمكن أن تمر فيه سيارات نتيجة ضيقه ووعورته وطوله ويبعد عن المدينة 30 كيلومترا».

وأشار إلى أن الممر الذي اقترحته المليشيا يبدأ من منطقة الزيلعي ويمر عبر قريتي أبعر والصرمين ويصل إلى أسفل جبل صبر في منطقة صالة وهذا المعبر لا يرفع المعاناة عن الناس ولو بنسبة 10% وللأسف اعتبره رئيس فريق المليشيا هدية لأبناء تعز.
وأضاف: "هناك تعنت واضح ومماطلة وعدم جدية وعدم استجابة لرفع المعاناة عن 5 ملايين إنسان يمني من أبناء محافظة تعز رغم حصول المليشيا على كل ما يريدون من فك مطار صنعاء وفك ميناء الحديدة لدخول المشتقات النفطية وفرض عشرات المليارات رسوما ضريبية على هذه المشتقات واعتماد جوازات السفر غير الشرعية، إذ كان من المفترض أن يتزامن تنفيذ هذه الطلبات مع فك الحصار عن تعز المستمر منذ 8 سنوات.

وتابع: «إذا لم يستجيبوا لفك الطرقات والخطوط الرسمية المعروفة التي تربط تعز ببقية المحافظات مساء اليوم الجمعة سنضطر للتوقف عن النقاش والحوار، ونعلن ذلك للرأي العام المحلي والدولي عن حقيقة تعنت الحوثيين وعدم استجابتهم للمطالبات المحلية والإقليمية والأممية برفع الحصار عن تعز وفك الطرقات والقيود عن المحاصرين داخل داخلها».

رئيس مجلس القيادة الرئاسي د.رشاد العليمي، كان اتهم المليشيا الحوثية الثلاثاء، بـ"استمرار التعنت والمماطلة في فتح معابر تعز للتكسب من عائدات سفن المشتقات النفطية"، إضافة إلى "رفضهم دفع رواتب الموظفين"، في إشارة إلى اتفاق استوكهولم الذي ينص على فتح المعابر ودفع رواتب الموظفين من الإيرادات التي تتحصل عليها الجماعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها في محافظتي تعز والحديدة.

وأشار الرئيس العليمي، خلال لقاء مع السفير الهولندي لدى اليمن بيتر ديريك هوف، ونائبة المدير العام للتعاون الدولي في وزارة الخارجية الهولندية بيرجيتا تازي لار، وفقاً لـ"وكالة سبأ الحكومية، إلى التعاون الذي أبداه مجلس القيادة في دعم جهود الأمم المتحدة من أجل إنجاح الهدنة.

ويطالب ناشطون وسياسيون الأمم المتحدة بالتعامل مع رفع الحصار عن تعز بصورة إنسانية باعتباره ملف إنساني وليس قضية سياسية أو عسكرية تماماً كما هو الحال مع مطار صنعاء، مؤكدين أن آلاف النساء والرجال والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى يتجرعون اضعاف المعاناة بسبب إغلاق الطرقات ناهيك عن خسائر بشرية يومية جراء الحوادث في الطرق الوعرة، والتكلفة الباهظة يدفعها المواطنين.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص