90 يوم منذ 22 فبراير/ شباط 2016م وحتى 29مايو/ أيار 2016م، تاريخ كتابة هذا المقال هي الفترة الزمنية التي انقضت على تعيين الرئيس عبد ربه منصور هادي للفريق على محسن الأحمر نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، قضى منها 56 يوما وهو يجمع بين منصبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة ونائبا للرئيس الشرعي، بعد أن عينه هادي نائبا له في 3 أبريل نيسان 2016م .
90 يوماً هي أكثر من نصف الفترة الزمنية، التي استغرقتها المليشيا الانقلابية للتوسع وبسط نفوذها من صعدة ألى عمران خلال عشرة أيام، وتزيد عن الفترة الزمنية التي احتاجتها تلك المليشيا للوصول ألى العاصمة صنعاء، من الـ 10من يوليو/ حزيران 2014م وحتى الـ21 من سبتمبر/ أيلول 2014م بـ 17 يوما، مع العلم أن طلائع القوات المسلحة للجيش اليمني، تقف منذ الثاني من فبراير/شباط 2016م، أي قبل تعيين الفريق نائب للقائد الأعلى بـ 20 يوما، على نفس المسافة التي قطعتها المليشيا في تحركها من عمران إلى العاصمة خلال 73 يوما.
90 يوما توقفت الجبهات القتالية باستثناء جبهة حريب، وعملية استعادة مدينة المكلا وبعض المدن الساحلية لمحافظة حضرموت من يد تنظيم القاعدة، وهي العملية التي كان الدور الأبرز فيها لقوات التحالف العربي الداعم للشرعية، والعملية ذاتها التي لا تتوفر معلومات دقيقة عن وجود دور للقيادة العملياتية للقوات المسلحة اليمنية، وإن اشتركت عدد من الوحدات العسكرية اليمنية في استعادة تلك المدن من يد تنظيم القاعدة الإرهابي.
90 يوماً ومازال منتسبي القوات المسلحة لم يتسلموا سوى خمسة رواتب منذ عام على انضمامهم لصفوف القوات المسلحة الشرعية، للقتال ضد المليشيا و القضاء على الانقلاب، بهدف استعادة الدولة، وتمكين الحكومة الشرعية من بسط سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل ما يفصلنا عن شهر رمضان الكريم، هو أقل من 8 أيام فقط.
90 يوماً استنفدها الفريق علي محسن الأحمر، في تمكين وتعزيز عدد من المشايخ لقيادة عدد من الألوية العسكرية، فبالإضافة إلى هاشم الأحمر قائد اللواء 141 مشاه، ها هو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، يعتزم تولية كلا من حسين الأحمر، و سام الأحمر على رأس لواءين عسكريين، وتكليف صادق زمام أحد المعسكريين المواليين لبيت الأحمر، لقيادة لواء ثالث ليصبح عدد الألوية العسكرية التي تدين بالولاء لبيت الأحمر دون الحكومة الشرعية، أربعة ألوية عسكرية تمتلك تجهيزات نوعية عن باقي الألوية.
فيا ترى من الذي لم يستوعب الدرس من ما حدث؟ هل هي الدولة بمن يجلسون على رأس هرمها، مازالوا يأملون خيرا فيمن لا خير فيهم من قيادات و مشايخ، كان لهم الباع الأطول في ترسيخ نظام المخلوع و إعاقة مشروع الدولة، منذ مطلع ثورة 26 من سبتمبر/ أيلول 1962م؟ ام أن تلك الثقالات التاريخية من قيادات عسكرية و مشايخ، لا تقوى على العيش بعيدة عن المشاريع الضيقة، والتي لا تختلف عن مشروع جماعة الموت ومليشياته