آخر الأخبار
ما حاجة البشرية إلى الإسلام؟.. طالما أن كل شيء فيه محصور في بني هاشم... وإليهم..

 

‏في الحكاية القديمة، الحكاية التي نُقِشت في قلب الذاكرة الإسلامية كما تُنقش الأساطير ، كلّ الأبواب تفتح على سلالة واحدة... وكلّ الطرق تعود إلى نفس السلالةٍ ، وكأن الله حين اختار لم يختر البشرية، بل اختار العائلة.الهاشمية، 

‏      الرسول من بني هاشم،
‏     الوصي من بني هاشم،
‏     والعِصمة في بني هاشم
‏     والإمامة في بني هاشم 
‏والولاية حق إلهي لبني هاشم     
‏وخُمس  اموال الناس حق لبني هاشم،

‏      الصلاة في التشهد
‏         لبني هاشم،
‏       القرآن الناطق 
‏       من بني هاشم،
‏    القرآن الصامت لا يُتاح
‏ فهمه إلا عبر بني هاشم.

‏سيد  الشهداء من بني هاشم 
‏سيدا شباب الجنة من بني هاشم..  
‏ سيدة نساء العالمين من بني هاشم.   

‏       أعلام الهدى، بني هاشم 
‏       قوارب النجاة بنو هاشم 
‏،       السر المكنون بنوهاشم ...
‏           كلهم بنو هاشم.
‏وما من زاوية في الدين إلا وتجد فيها "بني هاشم" جالسين على العرش. حتى الشفاعة لا تمرّ إلا عبرهم، وحتى الجنة لا تُفتح إلا بمفاتيحهم،

‏فأين يقف الإنسان العادي وسط هذا الامتياز الأبدي؟..  وماحاجته للأسلام؟  ... ما معنى العدالة، إن كانت الرحمة نُسِبت إلى نسب، لا إلى حقٍّ مشاع؟

‏ثم ماذا عن علي؟
‏عليّ هو الحق...
‏ والحق هو علي.
‏وعلي من بني هاشم.
‏القرآن مع علي، وعلي من بني هاشم  . الجنة والنار والميزان  بيد علي، وعلي جد بني هاشم  
‏ولا يُحبّه إلا مؤمن، ولا يُبغضه إلا منافق..  وحين تقول هذا، فإنك لا تُقدّس عليًا، وحده  بل تُحصّن السلالة كلها وتُعطي النسب سلطةً تفوق المعنى ـ حتى البكاء عبادة، إذا كان على بني هاشم،ـ والزيارة عبورٌ إلى الغفران، إن كانت لقبورهم،والتوسل لا يُقبل إلا عبرهم.

‏ لو تمرّد الهاشمي على سلطة غير هاشمية، سُجّل في دفاتر المجد: شهيدًا، ثائرًا، إمامًا.
‏أما إذا تمرّد غير الهاشمي على سلطة هاشمية، فذاك زنديق، مارق، مفسد في الأرض.
‏الحق إذن، ليس في الفعل... بل في النسب.

‏بل أكثر من ذلك،
‏حتى أخطاء التاريخ، أخطاء الدماء، أخطاء الفتنة، تُحمَّل على "الآخر".عليٌّ طالب  يفتح باب الصراع على السلطة، لكن اللوم يُلقى على عبد الله بن سبأ، لأنه يمنيّ.ـ الحسين يخرج بقرار فرديٍّ إلى العراق، فيُقال: "خذله أهل العراق".ـ  زيد بن علي يتمرّد، فيُقال: "والي العراق هو المسؤول"، ثم يُحوَّل التمرّد إلى مذهب.

‏المشكلة ليست في وقائع الماضي، بل في دوام هذه السردية إلى اليوم،
‏كأن كلّ هاشمي هو "عليّ بن ابي طالب  عصره"،وكل هاشمي وارثٌ لمعنى النبوة حتى بعد مليون عام، سلالة لا تُسأل، بل تُطاع.
‏وسردية لا تسمح لك حتى بالسؤال.

‏فمن قال إن الحقيقة لا تُولد إلا في رحمٍ واحد؟.. ومن قرّر أن النور لا يصدر إلا من نافذة واحدة؟... ومن ادّعى أن الله اختار شعبًا دون سائر خلقه... بعد أن قال إن رسالته للعالمين؟

‏إن كانت مفاتيح الرحمة قد وُضعت كلها في يد عائلة واحدة، فلماذا نُحاسب جميعًا؟
‏ولماذا نُصلّي جميعًا؟
‏ولماذا نُطلق على الدين اسم "الرسالة"؟ أليست الرسالة ما يُرسَل للناس كافة، لا ما يُحصر في النسب؟

‏هذا المقال  لا يسائل الهاشميين، بل يسائل الموروث الاسلامي (الرواية). يسائل العلماء المتواطئين مع  الخرافة التي جعلت من الدين عقدًا بيولوجيًا، لا عهدًا إنسانيًا. يسائل القصة التي حوّلت الإسلام من نورٍ كونيٍّ، إلى لقبٍ وراثي.
‏من نبوّةٍ مفتوحة، إلى نبوّةٍ مغلقة لا يدخلها إلا أصحاب الدم الأزرق.

‏فإن كانت الهداية لا تُنال إلا عبر سلالة،فما الفرق بين الدين والأسطورة؟ وإن كانت العدالة اسمًا من أسماء الله، فكيف تُترجم على أرضٍ تُعطي الخلاص لعائلة،
‏وتؤجّل الرحمة عن بقيّة الخلق، باسم الاصطفاء؟

‏الدين، إن لم يكن وعدًا أخلاقيًا مفتوحًا،فهو صفقة مغلقة لا تصلح للبشر... والنبوّة، إن أصبحت لقبًا يُورّث، فقدت معناها، ولم تعد نورًا يهدي،بل مشعلًا في قاعةٍ لا يدخلها إلا المقرّبون.

‏ربما حان الوقت لسؤال أخير:
‏هل نحن مؤمنون... أم مُنتسبون؟
‏هل نحن ورثة للمعنى... أم عُبّاد شجرة نسب؟
‏هل بقي من الرسالة ما يتجاوز السلالة؟ أم أن الحقيقة قد توقّفت... عند باب البيت الهاشمي؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص