التكنولوجيا بيد الإرهاب الحوثي.. خطر يتجاوز حدود اليمن ويهدد الاقتصاد العالمي

 

 

التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال المتقدمة أدوات أساسية لتطوير المجتمعات وتعزيز استقرارها، ووصول هذه التقنيات إلى يد مليشيا مسلحة مثل مليشيا الحوثي، يمثل تحولًا كارثيًا يهدد اليمن والمنطقة بأسرها، بل ويطال الأمن والاستقرار الدوليين وهو ما حدث بالفعل كما هي العمليات الارهابية في البحر الأحمر.

 

في السنوات الأخيرة، أثبتت المليشيا الحوثية قدرتها على استغلال التقنيات الحديثة لأغراض عدوانية تتجاوز الحدود الجغرافية لليمن. فقد سخرت المليشيا الطائرات المسيّرة، وأنظمة الاتصالات، والمعدات الرقمية في تنفيذ هجمات على الاعيان المدنية في الداخل اليمني، وايضاً لقمع المواطنين، ومراقبة تحركاتهم، وصولًا إلى تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

ويؤكد مراقبون سياسيون أن الحوثيين "حوّلوا التكنولوجيا من أداة لخدمة الإنسان إلى وسيلة لقمعه وملاحقته" مشيرين إلى أن المليشيا تستخدم الاتصالات والإنترنت كآلية رقابة صارمة، تمنع أي صوت معارض، وتطارد الصحفيين والناشطين عبر منظومة تجسس متقدمة وفرتها إيران.

 

شحنات أسلحة تكشف المستور

خلال الأيام الماضية، تمكنت قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي من ضبط شحنة ضخمة من الأسلحة قادمة من إيران على متن سفينة عمانية، تزن أكثر من 750 طنًا من الصواريخ والمعدات العسكرية وأجهزة تقنية حديثة. هذه العملية فضحت أكذوبة الحوثيين حول قدراتهم على “التصنيع العسكري الذاتي”، وأكدت اعتمادهم الكلي على الدعم الإيراني.

"إن حديث الحوثيين عن الاكتفاء الذاتي محض دعاية لإخفاء الدور الإيراني في تزويدهم بتكنولوجيا ذات استخدام مزدوج" يقول خبير في شؤون الأمن الإقليمي، محذرًا من أن استمرار تدفق هذه التقنيات إلى المليشيا سيضاعف المخاطر على الأمن القومي العربي والممرات المائية الدولية.

 

تهديد الملاحة الدولية

مطلع الشهر الجاري يوليو شن الحوثيون عدة هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر باستخدام طائرات مسيرة مفخخة وصواريخ دقيقة التوجيه. هذه الاعتداءات أدت إلى غرق سفينتين وإصابة طواقم مدنية، في تصعيد وصفه مراقبون بأنه «إرهاب تقني» يستهدف تعطيل خطوط التجارة العالمية التي تربط بين الشرق والغرب.

ويرى مراقبون إن "باب المندب والبحر الأحمر باتا رهينة بيد الحوثيين، الذين يستخدمون التكنولوجيا كسلاح استراتيجي لابتزاز المجتمع الدولي".

 

الحوثي اداة ايران لتصدير الفوضى

ويشير الخبراء إلى أن المليشيا الحوثية، رغم ادعاءاتها، لا تمتلك بنية تحتية أو كوادر مؤهلة لتطوير أو تصنيع تقنيات متقدمة، ما يعني أن كل ما لديها يأتي من خلال قنوات تهريب ودعم مباشر من إيران. هذا الدعم لا ينتهك سيادة اليمن فقط، بل يمثل خرقًا فاضحًا لقرارات مجلس الأمن التي تحظر تزويد الجماعات المسلحة بالتقنيات ذات الاستخدام المزدوج.

 

 

دعوة لتحرك دولي عاجل

ويحذر المراقبون من أن "ترك الحوثيين يواصلون استغلال التكنولوجيا الحديثة سيؤدي إلى مزيد من الفوضى على المستوى الإقليمي والدولي"، مطالبين بتحرك عاجل لعزل المليشيا تقنيًا، وتشديد الرقابة على المواد ذات الاستخدام المزدوج، وتجفيف قنوات التهريب والدعم اللوجستي الإيراني.

كما دعوا إلى محاسبة الأطراف الإقليمية التي تزود الحوثيين بهذه التقنيات المتقدمة، معتبرين أن التغاضي الدولي عن هذه الانتهاكات سيشجع المزيد من الجماعات المتطرفة على استنساخ التجربة الحوثية.

 

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص