أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات على 32 فرداً وكياناً في إيران والإمارات وتركيا والصين وهونغ كونغ والهند وألمانيا وأوكرانيا، لتورطهم في تشغيل شبكات مشتريات دولية تُسهم في دعم برامج إيران للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، وهي الأسلحة التي تستخدمها طهران في تمويل وتسليح وكلائها في المنطقة، وفي مقدمتهم مليشيا الحوثي في اليمن.
وأكد وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون ك. هيرلي أن النظام الإيراني يستغل الأنظمة المالية حول العالم لغسل الأموال والحصول على مكونات حساسة لتطوير برامجه النووية والعسكرية ودعم وكلائه، مشيراً إلى أن واشنطن تمارس “أقصى ضغط” لوقف التهديد الإيراني، داعياً المجتمع الدولي لتطبيق العقوبات الأممية المعادة على طهران بشكل كامل.
وأوضح بيان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) أن هذه الشبكات تمثل تهديداً مباشراً للمصالح الأميركية وحلفائها في الشرق الأوسط والبحر الأحمر، في إشارة إلى الهجمات الحوثية باستخدام المسيرات والصواريخ الإيرانية المنشأ، مؤكداً أن الإجراء يأتي ضمن الجولة الثانية من العقوبات المتعلقة بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران في سبتمبر 2025.
وشملت العقوبات شبكة متعددة الجنسيات تُعرف باسم “شراكة MVM”، التي تورطت منذ عام 2023 في شراء مواد تدخل في تصنيع وقود الصواريخ مثل كلورات وبيركلورات الصوديوم، لصالح “صناعات بارشين الكيميائية” التابعة لمنظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية.
كما استهدفت العقوبات شركة “كيميا بارت سيفان” (KIPAS) وشركاتها المرتبطة، التي تعمل مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري على تطوير برنامج الطائرات المسيّرة، عبر شركات واجهة وموظفين تورطوا في شراء وإنتاج مكونات تستخدم في طائرات مسيّرة مشابهة لتلك التي يمتلكها الحوثيون.
وشملت الإجراءات أيضاً شركة “MADO” و11 كياناً وفرداً يعملون على دعم إنتاج محركات مسيّرات “شاهد-131” و**“شاهد-136”**، والتي باتت تُستخدم على نطاق واسع في هجمات الحوثيين على الملاحة التجارية في البحر الأحمر.
كما طالت العقوبات شبكة مرتبطة بـ شركة HESA التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، والمتورطة في نقل مواد ومكونات إلكترونية عبر شركات واجهة في أوكرانيا لتصنيع طائرات من سلسلة “أبابيل” التي ظهرت نسخ منها في ترسانة الحوثيين.
وأدرجت الخزانة الأميركية سفينة الشحن HONESTAR بسبب محاولتها نقل معدات حساسة لإيران، بينها آلات CNC تُستخدم في تصنيع أنظمة توجيه الصواريخ والطائرات المسيّرة.
ويأتي هذا التحرك الأميركي في ظل تصاعد القلق الدولي من تصاعد قدرات الحوثيين العسكرية بدعم إيراني مباشر، وما يشكله ذلك من تهديد للأمن الإقليمي وللملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.